تعثر مشروع أكبر تلسكوب بالعالم على فوهة بركان

بدأت فرق إنشاء ما كان سيصبح واحدا من أكبر التلسكوبات في العالم إزالة المعدات من على فوهة بركان خامد في هاواي، حيث كان من المفترض اقامته بعد ان ألغت المحكمة العليا ترخيصا بإنشائه.
ويشير قرار إزالة المعدات الذي اتخذه مرصد تي.إم.تي الدولي إلى أن المشروع يواجه تأخيرا كبيرا وتساؤلات عما اذا كان الفريق سيتقدم بطلب جديد للمسؤولين في هاواي للحصول على تصريح بإقامة التلسكوب عند فوهة بركان ماونا كيا التي يبلغ ارتفاعها 13 الف قدم في جزيرة بيج ايلاند في هاواي.
ونقلت (رويترز) يرى علماء الفلك أن قمة الجبل البركاني واحدة من أفضل المواقع في العالم لرصد الأجرام الكونية وكانوا يعتزمون اقامة التلسكوب (ثيرتي ميتر تلسكوب) عليها والذي يتكلف 1.4 مليار دولار وقال مسؤولو المشروع إن مرايته ستمتد مبدئيا بطول 30 مترا وسيعتبر بذلك أقوى تلسكوب على سطح كوكب الأرض.
لكن الجبل البركاني مقدس بالنسبة إلى سكان هاواي كما يعارضه نشطاء مدافعون عن البيئة يرون انه سيدمر الأرض التي يعتبرونها مقدسة. وظل متظاهرون عدة أشهر يحرسون الموقع الذي تصل فيه درجة الحرارة الى التجمد لعدة أشهر في أحيان وحاولوا مرارا وقف الانشاءات.
واعتقل كثيرون خلال أعمال احتجاج على اقامة التلسكوب فيما أقام عدد من المحتجين الذين يصفون أنفسهم بأنهم حماة للموقع في مخيمات مؤقتة منذ أشهر قرب موقع الأعمال الانشائية للتلسكوب.
وفي الثاني من ديسمبر كانون الأول الجاري ألغت المحكمة العليا في هاواي ترخيص انشاء التلسكوب الذي أصدره المسؤولون عام 2013.
وقالت المستندات القضائية إن ترخيص الأعمال الانشائية لمرصد التلسكوب على قمة بركان ماونا كيا لا يتسق وبنود القانون والتشريعات الخاصة بالبناء كما انه ينتهك تقاليد السكان الأصليين وثقافتهم.
وفي نوفمبر تشرين الثاني الماضي أوقفت المحكمة بصفة مؤقتة بناء التلسكوب الذي تشارك فيه الصين والهند وكندا واليابان والولايات المتحدة بعد معارضة من السكان الاصليين في هاواي وانصار البيئة.
وقالت المحكمة في حكمها "حتى أيام عهد مملكة هاواي تم الالتزام بإجراءات الحماية للتيقن من ممارسة سكان هاواي لحقوقهم التقليدية وسط ضغوط من جانب أصحاب المصالح ومجتمع متغير".
وقال هنري يانج رئيس مجلس محافظي مرصد تي.إم.تي الدولي "نحترم قرار المحكمة العليا في هاواي ولأننا جيران طيبون وحماة للجبل بدأت تي.ام.تي ازالة عربات ومعدات البناء من ماونا كيا".
وقال سكوت إيشيكاوا المتحدث باسم المشروع إن المسؤولين في تي.إم.تي يدرسون الخطوة التالية بعد حكم المحكمة العليا.