من المشاهد هذه الأيام مكوث بعض العمالة المسؤولة عن التنظيف عند الإشارات المرورية والظاهر من الصورة إن أحسنا الظن أنهم يقومون بأداء بعض الأعمال الموكلة إليهم من التنظيف إلا إننا نجد في الصورة المقابلة المكوث حول تلك الإشارة في الأجواء الشديدة من حرارة أو برودة لاستعطاف قائدي المركبات أو العابرين وبث روح المشقة والتعب والنظرات الحزينة لاستلهام ما تجود به النفوس الطيبة والخيرة من بعض المال.. والحقيقة لا خلاف فيها ان بذل المال عمل طيب ونهج إسلامي مطلوب والصدقة باب خير إلا إننا في تلك الزاوية نعطل الواجب الموكل إليهم بترك بقية الأماكن وتنظيفها والأمر للأسف يميل إلى التظاهر بالعمل من قبل بعض هؤلاء العمالة، ونحن بصدد تكوين ظاهرة جديدة ونوع من أنواع التسول أي تحويل عمال النظافة إلى متسولين عند الإشارات المرورية، أي إننا سوف نحتاج إلى جهاز جديد يكافح التسول عند اشارات المرور خاص بعمال النظافة بغير الجهاز الرسمي الموجود والمندرج باسم (مكافحة التسول) وهذا خلاف الأصل لما فيه من مخالفات كثيرة من أهمها إخلال بالعقد وممنوع ايضا من قبل أنظمة ومؤسسات الدولة، فاللوم يقع من قبل الجهتين!!!! الأولى أن المواطن والمقيم عليه اتباع أنظمة الدولة والتحقق من صدق الحاجة قبل دفع المال كما ان أبواب الصدقات الرسمية معلنة ومعروفة الجهة من خلال جهات الاختصاص مثل الجمعيات الخيرة المنتشرة فمناولة عامل النظافة مبلغا ماليا يشجعه على الوقوف والاستمرار وتشجيع بقية زملائه المكافحين بترك عملهم ونهج نفس الأسلوب للحصول السهل على المال الوفير بغير تعب وجهد، وفي هذا إعطاء صورة حضارية سيئة عندما نرى تجمع عمالة التنظيف حول اشارات المرور والأمر الآخر هو طلبنا من المسئولين المعنيين مراقبة وضع تلك الحالات أو تلك الظاهرة للبحث وراء السبب الرئيسي لترك العامل الوظيفة الأساسية والتي يغفل الكثير عن أهميتها وامتهان عملية التسول اذا كانت لاسباب جوهرية مثل الراتب أو وقت العمل وما شابه. كما نرجو من المسئولين بالأمانات والبلديات وفروع وزارة الشئون الاجتماعية والباحثين الاجتماعيين وغيرهم قراءة هذا التحول لبعض عمال النظافة إلى متسولين ومراقبة الأوضاع وإيجاد الحلول لتلك الفئة الكادحة في مجتمعنا التي تعمل ليل نهار قبل أن تتفشى العدوى وتصبح ثقافة أو سلوكا يصعب القضاء عليهما.