أثناء المقابلة الشخصية التي تسبق تعيينك، قد يصادفك سؤال مربك يقول: كم تتوقع أن يكون راتبك إن وظفناك؟ وحول هذا يفيدك عراب التوظيف في الثمانينيات، نول سميث وينكل، ويقول في وصاياه: لا تخبر الراغبين في توظيفك عن أجرك الذي تطمح إليه! وهذا يتم عبر 4 خطوات. 1 اترك الخانة فارغة أثناء تعبئة الطلب. 2 إن سألوك فقل: أنا مهتم بالعمل في شركتكم أكثر من اهتمامي بالراتب (نسبة الرضا عن هذه الإجابة تصل 40٪). 3 إن كرروا عليك السؤال فقل: سأقبل بأي عرض يرضيني (نسبة الرضا عن هذه الإجابة تمنحك 30٪ إضافية). 4 إن سألوك مرة ثالثة فقل: أنتم الأقدر على تقييم خبرتي وفائدتها لكم! وما يحاول قوله السيد وينكل هنا هو أنهم لم يكرروا عليك السؤال مرارا إلا لأنهم راغبون فعلياً في توظيفك، فلا تدمر على نفسك متعة الانتصار بالانتقال إلى وظيفة جيدة وبراتب شهري كبير. هل هذا غير ملائم لطبيعة المؤسسة التي تطمح إلى الانضمام إليها؟ لا بأس! عليك إذاً تجربة سياسة جاك تشابمان في التفاوض حول الراتب، وهي باختصار: 1 قم بتأجيل مسألة الراتب لحين تقديمهم عرض التوظيف. 2 اترك للراغبين بتوظيفك فرصة تقديم العرض الأول للراتب. 3 عندما يذكرون لك الراتب، كرره على أسماعهم ثم التزم الصمت! فعندما يقولون لك ما رأيك بمائة ألف ريال شهريا؟ قل: مائة ألف؟! ثم اسكت تماماً (الجهة الصادقة في رغبتها سيصيبها القلق من صمتك وتعرض زيادة). 4 اطلب زيادة ترضيك إن كنت متأكدا من خبراتك ومن الموقف المالي القوي للمنشأة. 5 تمم الصفقة، واقبل بالوظيفة وراتبها مع طلب مميزات إضافية كالسيارة أو السكن أو زيادة عدد أيام الإجازة أو حتى مكافأة نهاية الخدمة. أجد أنه من الضروري التنبيه هنا إلى أن هذا يحدث في عوالم متقدمة، تثمن الخبرة وتقدر التخصص وتعرف بالضبط ما الذي تريده من موظفيها إنتاجياً. وبما أن أغلب شبابنا وبناتنا يحلمون بوظائف حكومية، فإن الراتب فيها معلوم وإن صح التعبير «مفضوح» للجميع ولا مجال للمساومة!، فأنت إما معلم أو معلمة أو موظف أو موظفة على مرتبة يعلم راتبها القاصي والداني. أما المتقدمون والمتقدمات لوظائف في القطاع الخاص، ولديهم مؤهلات وخبرات تميزهم عن غيرهم، فالفرصة أمامهم أكبر لتحقيق مثل هذه القفزات المهنية في المسمى الوظيفي وفي الراتب كذلك؛ شرط أن تكون بيئة العمل الجديدة لها شواهد إنتاجية يشار إليها بالبنان.. أو لديك «واسطة» يخدمونها بترحيب وامتنان!.