حدد مسؤول في مركز الأميرة الجوهرة لعلوم المورثات والأمراض الوراثية سبتمبر المقبل موعداً لانطلاق أول برنامج أكاديمي طبي عالٍ تمهيداً لممارسة أول طب جديد على مستوى العالم وهو (الطب الشخصي) الذي يعتمد في تشخيص وعلاج المرضى على التركيبة الوراثية لكل شخص، معتبراً تدشين البرنامج أنه فاصلة تاريخية بالنسبة لتطور الطب البشري. وأوضح البروفسور المعز عمر بخيت مدير مركز الأميرة الجوهرة لعلوم المورثات والأمراض الوراثية أن انطلاقة برنامج الطب الشخصي سيحضره لفيف من كبار علماء الطب من كبرى جامعات العالم وأشهرها، وذلك للتعريف بهذا النوع الجديد من مجالات الطب. ورداً على سؤال حول الطب الجديد (الطب الشخصي) والبرامج التي سيقوم المركز بتدريسها توطئة لممارستها بشكل رسمي، قال بخيت: «سنبدأ انطلاقة أول برنامج ماجستير في الطب الشخصي على مستوى العالم، وعندما بدأنا هذا المشروع لم تكن هناك أي جامعة في العالم تقدم دراسة الماجستير في هذا المجال بل كان يقدم كورش عمل أو دبلومات أو كورسات، الآن بدأت بعض الجامعات في أميركا وأوروبا هذا البرنامج، ونحن في البحرين استغرقنا وقتاً لكي نعرف الزملاء بالطب الشخصي، وأهمية دوره كممارسة طبية علاجية تتواكب مع التطورات الكبيرة في العالم، والبحرين سباقة دائماً وقد بدأت الطب الجزيئي على مستوى الوطن العربي، والآن ستبدأ الطب الشخصي على مستوى العالم، وقريباً جداً سنبدأ أيضاً برنامج ماجستير، وهو الآن تحت الدراسة، في أبحاث الخلايا الجذعية والعلاج بها لتعويض الأعضاء المتخصصة، وهذا البرنامج سيكون الأول من نوعه في الوطن العربي كبرنامج أكاديمي، وكل هذه الجهود جعلت مملكة البحرين في مكانة الريادة». وتحدث بخيت عن مركز الأميرة الجوهرة لعلوم المورثات والأمراض الوراثية مشيراً إلى أنه من أحدث المراكز في المنطقة، وجاءت فكرة إنشائه ضمن رؤية جامعة الخليج العربي في أن تكون جامعة إبداعية تتبنى التطورات الجديدة في العالم في جميع تخصصات الجامعة الطبية، وحقق المركز الكثير من الإنجازات. وأضاف "كانت التطورات العلمية الكبيرة التي تلت عام 2000م المتمثلة في اكتشاف الخارطة الجينية البشرية أو ما يعرف بمشروع الجينوم البشري، الذي أصبح علماً طبياً جديداً يعرف بالطب الجزيئي، هو السبب المباشر في فكرة إنشاء المركز، حيث قامت جامعة كارلونيسكا بإستكهولم عام 2001م التي كنت أعمل بها آنذاك بدعوة جامعة الخليج العربي لحضور الاحتفال بالذكرى المئوية لجائزة نوبل بالسويد، وقد تم التباحث وقتها لإنشاء مركز طبي عالمي في البحرين يكون معنياً بهذا التخصص الجديد باعتباره أحدث الفروع الطبية والقادر على استخدام الوسائل الحديثة في الطب للمساعدة في التشخيص والعلاج والوقاية من الأمراض عن طريق التعامل مع الجزيئات التي تتحكم في الجينات والخلايا البشرية". مشيراً إلى أن البرنامج أصبح واقعاً على الأرض بعد أن تبرع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة بقطعة الأرض التي أقيم عليها المركز، فيما تبرعت الأميرة الجوهرة بنت الإبراهيم بكلفة إنشائه، كما ساهمت جامعة الخليج العربي بتقديم المعدات والأثاث والموظفين والعاملين بالمركز. وأضاف "كانت رؤيتنا أن ننشئ مركزاً متميزاً بحثياً وطبياً وعلاجياً وتشخيصياً، وأن يكون رائداً ليس في المنطقة فحسب، بل في كل العالم، بحيث يقدم خدماته في هذا المجال النادر، خاصة أن المنطقة تكثر فيها الأمراض الوراثية، ومن هنا كان للمركز إسهام مباشر في التشخيص والعلاج والوقاية، إضافة للمساهمة بأبحاث متقدمة، وأصبح مركزا لأول قسم أكاديمي في مجال الطب الجزيئي، وحظي بأول برنامج للدكتوراة في المجال على مستوى المنطقة العربية بكاملها". وحول خدمات المركز قال "يقوم المركز بدور كبير في خدمة المجتمع، ويقدم خدمات علاجية عديدة، وتوجد به ثلاث عيادات للاستشارات منها: عبر عيادة الخصوبة والفحص للذين يحملون أمراضاً وراثية، ويرغبون في إنجاب أطفال أصحاء قبل وأثناء وفي نهاية الحمل، وتوجد خدمات تشخيصية لفحص الأطفال حديثي الولادة مع العديد من الأمراض الوراثية وبعض الأمراض المتعلقة بالأحماض الأمينية والإنزيمات، كما يوجد قسم متعلق بالتثقيف الصحي، ويربط المركز مباشرة بالمجتمع للتعريف بالأمراض الوراثية والنادرة".