تعثر جسر «المعارض» بالنعيرية يحصد مزيدا من الأرواح.. والحلول «ترقيعية»

نفذ منه 15 % و«النقل» تدرجه ضمن أولوياتها

بدر الدوسري النعيرية
مأساة عاشتها محافظة النعيرية قبل أيام حينما لقي مواطن وطفلته مصرعهما في حادث مروري مروع على مدخل المعارض الواقع على طريق الساجي، فيما ترقد زوجته في العناية المركزة بعد تعرضها لإصابات بالغة في الحادث نفسه، وأصيب الطرف الثاني في الحادث بإصابات مختلفة، وشيّعت النعيرية المواطن وطفلته ذات السنتين إلى مثواهما الأخير، بعدما أديت الصلاة عليهما في جامع عمر بن الخطاب.
ويأتي هذا الحادث المؤلم ليضيف أرقاما أخرى لمسلسل الحوادث المميتة التي راح ضحيتها العديد من الأبرياء في الموقع نفسه، بعد أن صبغت دماؤهم التقاطع باللون الأحمر، ليعطي إشارة واضحة إلى أن مسلسل الحوادث لا يزال مستمرا ويتصيد العديد من الضحايا على الطريق الذي يزدحم بالمركبات، وخاصة مع إجازة الربيع المقبلة.
وتعد احتياطات السلامة المرورية على الطريق متواضعة، مما أسهم في وقوع حوادث مرورية متكررة، كان آخرها حادث المواطن محمد المطيري وطفلته رحمهما الله قبل أيام، وهي الحادثة التي دفعت محافظ النعيرية إبراهيم الخريف ورئيس بلديتها ومدير شرطتها ورئيس قسم الحوادث بالمرور إلى الوقوف على الموقع، لبحث أي حلول من شأنها وقف استمرار وقوع الحوادث، وتقرر مؤقتا إغلاق مدخل الدخول المباشر للسوق وإعادة الدخول إليه بطريقة مختلفة عن السابق، ووضع كتل خرسانية ومطبات صناعية تحذيرية.
وتكمن مشكلة مدخل المعارض بعد توقف مشروع الكوبري الذي كان مقررا تنفيذه على التقاطع، الذي تقرر إنشاؤه ليسهل عمليات الدخول إلى المعارض وأسواق المواشي بشكل آمن، حيث تم تسليم المشروع بتاريخ 6/1/1432ه بتكلفة مالية بلغت 7.944.075 ريالا، إلا أن العمل في المشروع توقف بعدما تم تنفيذ نسبة 15%، بعد شكاوى تقدم بها عدد من أصحاب معارض السيارات ووصلت لأمانة المنطقة الشرقية بدعوى وجود ملاحظات في التصميم وعدم مناسبة موقع التنفيذ، قابلها تأييد المجلس البلدي بوجود هذه الملاحظات والمطالبة بإعادة التصميم، ليستمر توقف المشروع ويدخل مرحلة من التعثر زادت على ثلاث سنوات، فيما بقيت حفرة المشروع طيلة السنوات الماضية موجودة، مما تسبب في سقوط عدد من سيارات المواطنين فيها، قبل أن يتم دفنها وإدراج المشروع ضمن مشاريع وزارة النقل بالمنطقة الشرقية بعد مطالبات تقدم بها المجلس البلدي لفرع النقل والطرق بالشرقية، في حين اقترح المجلس وضع إشارة مرورية مؤقتا في المدخل، ريثما يدرج المشروع ضمن الميزانية المالية لوزارة النقل، وبسبب عدم استكمال أعمال سفلتة المسار الجديد المزدوج لطريق الساجي لم يتم تنفيذ المقترح حتى الآن.
وفي الوقت الذي تباينت فيه آراء مواطنين بين مؤيدين لوضع الإشارة في موقع المدخل وآخرون لا يرون أهمية لوجودها، لما يرونه من مخالفة قطع الإشارات المرورية الحالية، مطالبين بوضع دوار في الموقع بمواصفات قياسية للسلامة المرورية، في حين اعتبر بعض آخر أن كلا الحلين يعتبر مؤقتا والأهم هو الإسراع في إعادة إنشاء الكوبري خاصة بعدما تم إدراجه ضمن مشاريع وزارة النقل، مطالبين بوضع نقطة أمنية ثابتة في الموقع خاصة خلال هذه الفترة وكذلك الفترة المقبلة التي سيشهد فيها الطريق ازدحاما مروريا خلال الإجازة الفصلية.
"اليوم" بدورها تواصلت مع مدير إدارة النقل والطرق بالمنطقة الشرقية المهندس أحمد بن مهدي اليامي، للتعرف منه على آخر المستجدات حول ما تم في سياق إدراج المشروع ضمن ميزانية وزارة النقل، حيث أكد أنه قد تم الرفع للوزارة بطلب مشروع إقامة جسر على مدخل المعارض وسوق الماشية على طريق النعيرية - السفانية لإدراجه ضمن الأولويات، وأنه يتم تركيب إشارة ضوئية بالتنسيق بين بلدية محافظة النعيرية والمرور.
 مدخل "المعارض" يتسبب في حوادث مرورية يومية