يا سادة يا كرام، مطاراتنا ومنافذنا البرية هي ما يعطي للقادم صورة واضحة عن ما بعدها، هي النافذة التي منها يطل الزائر الى بلادنا ومنها ايضا يتكون الانطباع الاول. في بعض مطارات العالم تجد المستقبلين يحملون الورود وهم مبتسمون في وجوه القادمين من أهلهم وأصدقائهم، وفي مطاراتنا ما ان يصل القادمون حتى يتلقفهم (الكدادة) من أصحاب السيارات الخاصة وهم يقفون بطريقة مريبة ويعرضون خدماتهم بأسلوب فيه شك ويهمسون (سيارة يا الطيب) وكأن هناك ما هو ممنوع يقومون بتسويقه. وعندما تتجاوزهم لا تجد إلا فوضى سيارات الاجرة الذين لا نظام يرتبهم ولا عداد ينصف منهم. إن كان البعض من سائقي الاجرة من أبناء البلد لا يمكنه أن يتفاهم مع الأجنبي ودائما ما يكون جادا عبوسا لا يعرف أن يقدم أي معلومات عن الوطن إلا الشكوى من المرور ونظام ساهر ووزارة النقل التي اجبرتهم على تركيب اجهزة العدادات في سياراتهم وكلفتهم مبالغ مالية لتبقى معطلة، ويقولون ان المورد هو المستفيد، لا أحد يتابعهم من أجل تشغيلها، أو يجعل لهم بها نظاما يحميهم هم قبل أن يرضي من يركب معهم، وهم بذلك يقدمون لزوار بلادنا معلومة مفادها ان لدينا أنظمة ولكن!! وبغض النظر عن عدم نظافة سيارة الاجرة التي يركبها الزائر لبلادنا أو رونقها وشكلها فإن سائقها السعودي لا يتوقف عن إعطاء معلومات تهمه هو، كلها شكوى وتذمر لتعطي انطباعا مغايرا لمن يركب معه!! فتجده يشتكي بألم وحرقة عن ما نسميه السعودة لسائقي الاجرة التي اتخذت حيالها قرارات وقرارات ولكنها لم تقر، وكيف أن شركات الليموزين تنافسهم في أرزاقهم.. وإذا قدر لزائر البلاد الأجنبي أن يركب مع سائق من احدى الجنسيات الاجنبية المختلفة التي تمتهن العمل في شركات الليموزين فلا يعطي لزبونه غير تلك المعلومات السلبية عن مجتمعنا والتي يتحدث عنها الكثير من السائقين الأجانب والتي اغلبها يتمثل في هضم حقوقهم من شركاتهم وكفلائهم واجبارهم على تحصيل مبالغ مالية يومية لا يتمكنون في كثير من الأيام من تحصيلها لذلك هم يسرعون ويتجاوزون كل الانظمة في سبيل تحقيق المطلوب منهم والحصول على ما يكفيهم ويرضي الكفيل. كما قلت مطاراتنا ومنافذنا هي الواجهة التي يمكن أن تقدم الانطباع الأول لمن يزور بلادنا وتعطي صورة مسبقة عن واقعنا وثقافتنا. منافذنا البرية للاسف لا تختلف عن مطاراتنا فمطاراتنا التي صرفت عليها ملايين الملايين لا تجدها مريحة لا للعين ولا فيها من التخطيط ما يمثل بيئتنا وغالبا ما يتجمهر المسافرون على (الكاونترات) ولا يجدون من يخدمهم او حتى يقدم لهم المعلومة، وإدارة المطار والطيران المدني والجوازات وكل الجهات العاملة تتنصل من تلك المسؤولية.. أما فيما يتعلق بمنافذنا البرية.. فلا نريد أن نقارنها بغيرها لا من بعيد ولا من قريب.. لأننا نتمنى في القادم من الايام أن تكون هي الأفضل!! لو اهتممنا بتحسين الصورة لكل ما يمت لوطننا ومجتمعنا من خلال مطاراتنا ومنافذنا البرية ودربنا شبابنا وقدمت لهم دورات مكثفة وجعلنا شركات وطنية لسيارات الاجرة العاملين فيها على قدر من المسؤولية والوعي لكان ذلك أجدى، والأهم من ذلك المجال الأمني في البلاد ابن الوطن الواعي والمدرب هو من سيهتم ويكون حريصا أكثر من غيره...