«الانتقالي»: القذافي يعيش أيامه الأخيرة

أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل أن الثوار يحققون تقدما تلو الآخر ضد قوات معمر القذافي وسيضعون حدا للمعارك خلال الأيام القادمة، عبر سيطرتهم على طرابلس وإنهاء حكم الزعيم الليبي. وقال لتلفزيون «العربية» إن «الثوار يتسلحون بالصبر والشجاعة والإصرار وستشهد الأيام القادمة المزيد من الإنجازات» وقال إن «نظام القذافي يتهاوى».
تفجير السيارة المفخخة في بنغازي يشير إلى يأس القذافي ، بحسب المعارضة ( أ ف ب )
وشدد على أن كل من ينشق عن القذافي سيكون في مأمن، وأن كل من يبقى يقاتل في صفه فدمه مهدور، حيث قال: «نطمئن كل المنضمين لمعمر القذافي أنهم في حالة تخليهم عنه سوف نضمن لهم الأمن والسلامة، ونحذر كل من يستمر في العمل مع القذافي، لأن دمه وروحه سيكونان هدفاً مشروعاً».
وقال عبدالجليل إن «الثوار يتسلحون بالصبر والشجاعة والإصرار وستشهد الأيام القادمة المزيد من الإنجازات .. نظام القذافي يتهاوى»
وأدان المجلس الوطني الانتقالي، الاعتداء الذي استهدف مساء الأربعاء فندقا كبيرا في بنغازي، معقل الثوار في شرق البلاد، متهما كتائب الموت المؤتمرة بالقذافي بالوقوف خلف الهجوم الذي تم بواسطة تفجير سيارة مفخخة. وقال في بيان «إن هذا العمل الإرهابي يظهر مجدداً الطابع اللامسؤول والإجرامي لنظام القذافي».
ووقع الانفجار أمام فندق تيبستي الذي يقيم فيه الصحفيون والزوار الأجانب، وارتفعت في سماء المنطقة سحابة دخان سوداء كثيفة إثر التفجير. وقالت مصادر المعارضة الليبية إن تفجير بنغازي هو الأول من نوعه لأنه تم بسيارة مفخخة ويدل على يأس القذافي من الحال التي وصل إليها نظامه.
كما أشاد الانتقالي بانشقاق وزير النفط شكري غانم أحد رموز نظام القذافي. وجاء في البيان «لقد شهدنا في الايام والاسابيع الاخيرة تسارعا في عمليات الانشقاق عن نظام القذافي الذي لم تعد له شرعية ومصداقية ومستقبل».
وتابع البيان «ان ليبيا بأسرها تشيد بانشقاق غانم وندعو الباقين الى ان يتحلوا بالشجاعة وان يسيروا على خطاه. لقد اظهر غانم ان الوقوف بوجه القذافي ممكن وانه من واجبنا كليبيين ان نتحد لانهاء حكم القذافي».
وكان شكري غانم اعلن الاربعاء في روما انه «غادر بلاده» للالتحاق بالثورة .. والكفاح من اجل دولة ديموقراطية».
وغانم الذي كان يتولى منصب رئيس مؤسسة النفط الوطنية الليبية ومن رموز النظام، وصل الى تونس في 14 ايار/مايو ثم فقد اثره. واشارت معلومات صحافية وايضا وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون حينها الى انشقاقه.
ويضاف انشقاق غانم الى عشرات المسؤولين الاخرين من سياسيين وعسكريين بينهم بالخصوص وزراء الخارجية والداخلية والعدل اضافة الى سفير ليبيا لدى الجامعة العربية.
وشن حلف شمال الاطلسي ليل الاربعاء الخميس غارات مكثفة على طرابلس. وسمع مراسلون صحفيون دوي أكثر من عشرة انفجارات قوية هزت وسط العاصمة الليبية.
وافاد مراسل فرانس برس إن ستة انفجارات هزت العاصمة قرابة الساعة 00,35 تلتها بعد دقائق انفجارات عديدة اخرى. وشن الحلف الاطلسي الاثنين وليل الثلاثاء غارات على طرابلس خصوصا وضاحيتها تاجوراء اضافة الى الجفرة الواقعة على بعد 600 كلم جنوب العاصمة.
في واشنطن، أرجأ مجلس النواب الاميركي الاربعاء التصويت على قرار يطالب بوقف العمليات العسكرية الاميركية في ليبيا.
وقال احد مستشاري القيادة الجمهورية في الكونغرس في رسالة الكترونية ان «النواب من كلا الحزبين غاضبون جدا بسبب عدم تواصل الادارة معهم حول الاستراتيجية في ليبيا. لذلك سوف نعقد مؤتمرا خاصا للحزب الجمهوري حول هذا الموضوع».
وكان عدد من النواب اكدوا مؤخرا ان الصلاحيات الرئاسية لا تتيح لباراك اوباما مواصلة العمليات الحربية في ليبيا، ذلك ان القوات الاميركية التي تتحرك بأمر من الرئيس يجب ان تنسحب بعد ستين يوما الا في حال اجاز الكونغرس بقاءها. ومهلة الستين يوما انقضت في 20 ايار/مايو.
ويتهم هؤلاء النواب الرئيس بانتهاك قانون يعود الى العام 1973 ويهدف الى تقليص صلاحيات الرئاسة في مجال اعلان الحرب، الا ان اوباما أكد ان طبيعة التدخل الاميركي «المحدود» في العمليات العسكرية في ليبيا لا تنطبق على متطلبات القانون المذكور.