استمرار التوقعات بهطول الأمطار على كافة مناطق السعودية    افتتاح معرض عسير للعقار والبناء والمنتجات التمويلية    مركز الفضاء.. والطموحات السعودية    حرب غزة تهيمن على حوارات منتدى الرياض    العميد والزعيم.. «انتفاضة أم سابعة؟»    الخريف: نطور رأس المال البشري ونستفيد من التكنولوجيا في تمكين الشباب    تسجيل «المستجدين» في المدارس ينتهي الخميس القادم    أخفوا 200 مليون ريال.. «التستر» وغسل الأموال يُطيحان بمقيم و3 مواطنين    بطولة عايض تبرهن «الخوف غير موجود في قاموس السعودي»    دعوة عربية لفتح تحقيق دولي في جرائم إسرائيل في المستشفيات    «ماسنجر» تتيح إرسال الصور بجودة عالية    برؤية 2030 .. الإنجازات متسارعة    العربي يتغلب على أحد بثلاثية في دوري يلو    للمرة الثانية على التوالي.. سيدات النصر يتوجن بلقب الدوري السعودي    (ينتظرون سقوطك يازعيم)    في الجولة 30 من دوري" يلو".. القادسية يستقبل القيصومة.. والبكيرية يلتقي الجبلين    بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي.. إنشاء" مركز مستقبل الفضاء" في المملكة    أمير الشرقية يدشن فعاليات منتدى التكامل اللوجستي    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. أمير الرياض يحضر احتفالية اليوبيل الذهبي للبنك الإسلامي    أمير منطقة المدينة المنورة يستقبل سفير جمهورية إندونيسيا    «الكنّة».. الحد الفاصل بين الربيع والصيف    توعية للوقاية من المخدرات    لوحة فنية بصرية    وهَم التفرُّد    عصر الحداثة والتغيير    مسابقة لمربى البرتقال في بريطانيا    اختلاف فصيلة الدم بين الزوجين (2)    قمة مبكرة تجمع الهلال والأهلي .. في بطولة النخبة    تمت تجربته على 1,100 مريض.. لقاح نوعي ضد سرطان الجلد    Google Maps أولوية الحركة لأصدقاء البيئة    فزعة تقود عشرينيا للإمساك بملكة نحل    بقايا بشرية ملفوفة بأوراق تغليف    العشق بين جميل الحجيلان والمايكروفون!    إنقاص وزن شاب ينتهي بمأساة    الفراشات تكتشف تغيّر المناخ    اجتماع تنسيقي لدعم جهود تنفيذ حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين    وسائل التواصل تؤثر على التخلص من الاكتئاب    أعراض التسمم السجقي    زرقاء اليمامة.. مارد المسرح السعودي    «عقبال» المساجد !    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة (37) من طلبة كلية الملك فهد البحرية    ولي العهد يستقبل وزير الخارجية البريطاني    دافوس الرياض وكسر معادلة القوة مقابل الحق    السابعة اتحادية..    دوري السيدات.. نجاحات واقتراحات    الإطاحة بوافد وثلاثة مواطنين في جريمة تستر وغسيل أموال ب200 مليون ريال        اليوم.. آخر يوم لتسجيل المتطوعين لخدمات الحجيج الصحية    أمير المدينة يدشن مهرجان الثقافات والشعوب    إنقاذ معتمرة عراقية توقف قلبها عن النبض    أمير تبوك يطلع على نسب الإنجاز في المشاريع التي تنفذها أمانة المنطقة    رسمياً.. إطلاق أوَّلَ مركز ذكاء اصطناعي للمعالجة الآلية للغة العربية    سياسيان ل«عكاظ»: السعودية تطوع علاقاتها السياسية لخدمة القضية الفلسطينية    أمطار مصحوبة بعدد من الظواهر الجوية على جميع مناطق المملكة    دولة ملهمة    سعود بن بندر يستقبل أعضاء الجمعية التعاونية الاستهلاكية    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الله بن خميس.. حياة حافلة بالإبداع
نشر في اليوم يوم 18 - 05 - 2011

غيب الموت الأربعاء قامة كبيرة من قامات الأدب والفكر والإعلام في المملكة بعد صراع طويل مع المرض .. فقد رحل عن عالمنا الشيخ الأديب عبدالله بن خميس الذي قدم للوطن وللصحافة والإعلام والفكر والتاريخ الكثير..الراحل رجل متعدد المواهب.. ذاكرة لن يمحوها الزمن.. ريادة لا تملك إلا أن تقف أمامها باحترام.. ولا تستطيع أن تفصل خلالها بين الأديب والمربي والجغرافي والإعلامي والناقد والمؤرخ..تاريخ من الإبداع والتحقق.. عّلامة باذخ العطاء .. مرجع في جوانب عديدة من المعرفة..مثّل هو والشيخ الراحل حمد الجاسر تاريخا من العطاء والريادة الصحفية في نجد منذ أن أطلت صحيفة (اليمامة)في أغسطس 1952م ولحقت بها صحيفة (الجزيرة) في ابريل1960م.وخاض وهو الدارس والمثقف ثقافة دينية مجالات معرفية عديدة..
عبد الله بن خميس (فتي اليمامة) الذي شهدت (قرية الملقا) قرب الدرعية ميلاده ونبوغه وطموحه.. وشهدت الصحافة ريادته والإذاعة لباقته ووعيه ورصدت المؤلفات التي كتبت عنه .. عطاءه المتميز .. وحاز على الاحترام والتكريم والجوائز.. فلم تكن عضويته في مجمعات اللغة العربية في مصر وسوريا وفي مجلس الإعلام الاعلي، ومجلس دارة الملك عبد العزيز، ومجلس إدارة المجلة العربية، ومجلس ادراة مؤسسة الجزيرة للصحافة, ورئاسته للنادي الأدبي بالرياض.. ومراكز أخرى عديدة.. لم تكن تلك العضويات إلا تأكيدا على علمه وإبداعه ودوره الريادي.
ولم تكن مشاركاته الاذاعية والتليفزيونية ومنها برنامجه الإذاعي الشهير الذي ظل لأربع سنوات وحمل عنوان (من القائل؟) وبرنامجه التليفزيوني ( مجالس الإيمان) إلا إبرازا لثقافته وقدراته ..
إن ابن خميس علم رفيع السارية, ونخلة باسقة من وادي حليفة، وعرضة نجدية رائعة الإيقاع والإبداع ورابية من روابي اليمامة، وواد من وديان الجز يرة، وطود شامخ من جبالها.. كما وصفه النقاد والباحثون..
النشأة وتحقق الحلم
.. وتحقق حلم امرأة (الملقا) وأضحى «السيف» ولد له شأن كبير.
أضحى حقيقة ساطعة وشق طريقه بإصرار وإبداع.. ربما كان سيذهل تلك المرأة لو أنها عاشت لتشهد رؤيتها تتحقق كما فسرها «والده».
فما الذي رأته امرأة (الملقا) وحكته لوالد الشيخ عبد الله بن خميس ليلة مولده عام 1919م: تقول الباحثة «هيا السمهري» التي رصدت حياة الشيخ في كتاب عن حياته: «إن المرأة رأت ليلة مولد بن خميس أن والده يحمل بيده سيفا», وفسر والده الرؤيا بأنه «سيرزق بولد يكون له شأن كبير».
ربما لم يلتفت احد إلى هذه الرؤيا وقتها ولكن الشأن الكبير الذي تحقق بالإصرار والسعي نحو المعرفة أكد الرؤيا فقد نما طفل (الملقا) وتعلم القراءة والكتابة ونبغ بين أقرانه ليفوقهم.
لم تشغله مزرعة أبيه عن الاستفادة والبحث والقراءة ولم تكن (الملقا) محطته الأولى والأخيرة بل شهدت الدرعية وحائل والطائف صبيا يتعلم القرآن الكريم، ويبحث عن كتب الشعر والأدب والتاريخ والشريعة.. وينظم الشعر وهو في الخامسة عشرة من عمره.
«دار التوحيد» بالطائف كانت محطته الأولى والاهم ففيها تكونت ثقافته وألقى قصائده الأولى بين يدي الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وأعجب بشعره الأمير عبدالله الفيصل.
وفيها كان الأبرز إبداعا وعلما بين أقرانه.. ومنها نال شهادة الثانوية.. وكانت كليتا الشريعة واللغة العربية بمكة المكرمة المحطة الكبرى، فهناك تتلمذ على أيدي شيوخ العلم والمعرفة، فكان تلميذا للشيخ عبدالله الخليفي, والشيخ عبدالله المسعري, والشيخ مناع القطان, والشيخ محمد متولي الشعراوي, وغيرهم من علماء الأزهر.
إعلام وريادة
عبر عمره المديد، ومنذ نعومة أظفاره وهو عاشق للصحافة لم يمنعه عمله ووظائفه العديدة من الكتابة أو المشاركة في الصحف. تكحلت عيناه (كما يقول د. الشبيلي في تقديمه للحوار الشهير الذي أجراه معه منذ أعوام) بقراءة صحف الحجاز وما يرد من الصحف المصرية وبما هو متاح من عيون كتب الأدب في مكتبات أم القرى.
كتب وهو طالب في دار التوحيد بالطائف تحت اسم مستعار هو (مفتي اليمامة). وعندما نصب مديرا للمعهد العلمي في الأحساء قاد طلابه في الهفوف لإصدار مجلة (هجر) عام 1376.
ولم يتوقف طموحه بانتقاله من الأحساء وتوقف (هجر) التي شكلت ريادة صحفية للأحساء ولابن خميس معا.
وتمضي سنوات قليلة ويظل عشقه للصحافة والإعلام هاجسا قويا وحلما متجددا ليطرق الرجل باب الصحافة بقوة في مجلة تحاكي (رسالة) الزيات وتحوز شهرتها فكانت (الجزيرة) وكان المؤسس والقائد والرمز لها.
من محل في شارع السويلم بالرياض انطلقت وفي أول مطبعة بالرياض أسسها العلامة حمد الجاسر كانت تطبع لتستمر في الصدور أربعة أعوام، لم يكن يوجد خلالها في العاصمة من صحف سوى صحيفة اليمامة الرائدة وصحف حكومية قليلة. ليأتي عام 1383ه بالتغيير الجذري في ملكية الصحافة الأهلية قضى بتحويلها من الملكية الفردية إلى الملكية الجماعية التي صارت تعرف منذ ذلك الوقت بصحافة المؤسسات.
توقفت الصحف الفردية لتفسح المجال للوضع الجديد أن يتبلور. لم يتوقف عاشق الصحافة ومحبها وأحد روادها عن عشقه، ليستجيب لرغبة الدولة في التحول نحو صحافة المؤسسات فكون هو ومجموعة من رجال العلم والأعمال كان من بينهم عثمان الصالح, وعبدالرحمن السديري, وعبدالرحمن المعمر, وعبدالعزيز السويلم, وآخرون ليتقدموا في رمضان عام 1383ه بطلب الترخيص لقيام مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر.. لتصدر من جديد صحيفة أسبوعية يديرها ابن خميس ويرأس تحريرها عبدالعزيز السويلم ما لبثت أن تحولت إلى يومية في شهر شعبان عام 1392ه وتعددت أماكن إدارتها لتنتقل من دكان شارع السويلم إلى شقة في ميدان الصفاة ثم إلى مبنى في شارع الناصرية ثم إلى مقرها الحالي بمطابعه الفاخرة في شمال الرياض العاصمة.
يقول الدكتور عبدالرحمن الشبيلي في حفل تكريم ابن خميس بمنتدى بامحسون الثقافي الذي رعاه وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز خوجة منذ فتره.. وحضره أكثر من 500 شخصية ثقافية: «إن السيرة الإعلامية للشيخ ابن خميس لا تقف عند حد إصدار صحيفة الجزيرة وتحريرها وإنشاء مؤسستها الصحفية بل تتعدى ذلك إلى أربع محطات أخري هي:
الأولى: أنه شارك في عضوية المجلس الأعلى للإعلام منذ بدايته عام 1396ه (1976م)، ولمدة ستة عشر عاماً، عندما اعتذر في عام 1403ه (1983م)، عن عدم الاستمرار في عضويته بسبب ظروف صحية ألمت به آنذاك.
الثانية: قيامه من منزله بالملز في عام 1397ه (1977م)، بإنشاء مطابع الفرزدق، التي تعد اليوم واحدة من دور النشر والطبع المتميزة في الرياض، وكان لها إسهام مشكور، بشكل خاص، في نشر إبداعات الشباب، وكتابة مقدمات لمؤلفاتهم.
الثالثة: إنه ولمدة ثلاثة أعوام (بين عامي 1402ه - 1405ه) واظب على تقديم واحد من أكثر البرامج الإذاعية الثقافية شعبية في حينه، وهو برنامج: من القائل؟، الذي كان يجيب فيه، على غرار البرنامج اللندني (قول على قول) للكرمي، عن أسئلة المستمعين عن قائل بعض الأبيات والأمثال في التراث العربي والشعبي، وقد حوله إلى كتاب مطبوع من أربعة أجزاء، وقد زاد على الكرمي الذي قصر برنامجه على الشعر فقط.
أما الرابعة: والأخيرة، فإن عبدالله بن خميس، الذي نشر، وعلى استحياء، شيئاً من إنتاجه الشعري وكتاباته الأدبية والاجتماعية المبكرة في جريدة أم القرى, وجريدة البلاد السعودية, وصحيفة اليمامة, ومجلة المنهل، ..احترف الكتابة الصحفية بعد صدور مجلة الجزيرة، قبل خمسين عاماً فانتشرت كتاباته وأبحاثه في عدد كبير من المطبوعات المحلية والعربية، وقد رصد العدد الأول من السنة السادسة لعام 1421ه من مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية قائمة ورقية (بيبليوجرافية) بأبرز آثاره.
وهو يريح الباحث من عناء العودة إلى قواعد المعلومات وكشافات الدوريات، إذ جمع معظم أبحاثه ومقالاته في سلسلة كتابه: «من جهاد قلم» الصادر في ثلاثة أجزاء في مجال الكتابات الأدبية النقدية، والبحوث والمحاضرات، وفي فواتح الجزيرة (أي مقالاتها الافتتاحية)، التي ربما تتفوق أو في الأقل تماهي ما يطرح الآن في جرأته والتزامه بالموضوعية، حيث يظل كتابه: فواتح الجزيرة رغم مرور أكثر من عقدين على صدوره يزداد قيمة وشأناً، وإن كان لا يتضمن كل المقالات التي نشرها في مجلته بسبب جرأتها.
العلم والعمل
لم يقف الطموح عند حد فكتاباته المبكرة في «ام القرى» و»البلاد السعودية» ومقالاته وقصائده التي أبرزتها المجلات والصحف الأخرى أكدت إبداعه وبراعته وقدراته الأدبية.. وكانت المرصد الذي كشف عشقه للصحافة التي كان لها شأن كبير في محطات حياته المديدة.ولأننا نرصد لمسيرته العملية فلن نتوقف أمام مسيرته الصحافية التي سيكون لها مساحة واسعة اذ كانت الأبرز والأكثر امتدادا وشهرة.
في بداية حياته العملية عين الشيخ عبدالله بن خميس مديرا لمعهد الأحساء العلمي عام 1373ه وهناك أبدى نشاطا علميا وأدبيا وإداريا.
في عام 1375ه عين مديرا لكليتي الشريعة واللغة بالرياض وفي عام 1376ه عين مديرا عاما لرئاسة القضاء بالمملكة والذي كان نواة لوزارة العدل.
في عام 1381ه صدر مرسوم ملكي بتعيينه وكيلا لوزارة المواصلات.
وفي عام 1386ه عين رئيسا لمصلحة المياه بالرياض.
وفي عام 1392ه قدم طلبا للإحالة للتقاعد ليتفرغ للبحث والتأليف.
وكان طوال حياته العملية مثالا للجد والجمع بين العلم والعمل. وتذكر الباحثة هيا السمهري ان كثرة تجواله في الصحراء إبان عمله في جباية الزكاة قد منحته المعلومات الجغرافية التي بنى عليها عددا من أهم مؤلفاته في هذا الصدد بعد ان تجول في كافة مناطق المملكة لدرجة انه أجاب مرة بقوله «لا اعتقد» حين سئل عن وجود شبر في الجزيرة العربية لم تطأه قدماه.
التأليف والتحقيق
تاريخ يتوهج فيضيئ ومعرفة تتفجر فتبدع، وطموح يتعدى أبعاد المألوف ليرسم علامات على طريق العلم والإبداع.. وثراء أضاف إلى المكتبة العربية عشرات الكتب في الادب والشعر والنقد والتراث والرحلات.
حياة ثرية، كان الترحال بين الكتب وبين البلدان أبرز معالمها، وكانت اليمامة نجمتها الكبرى (أليس هو من كنى نفسه «بفتى اليمامة» في بداية حياته البداعية). حياة أثمرت هذا الفيض من الكتب:
- تاريخ اليمامة سبعة أجزاء
- المجاز بين اليمامة والحجاز
- على ربى اليمامة
- من القائل أربعة أجزاء
- معجم اليمامة جزءان
- معجم جبال الجزيرة خمسة أجزاء
- معجم أودية الجزيرة جزءان
- معجم رمال الجزيرة
- راشد الخلاوي
- الشوارد ثلاثة اجزاء
- من أحاديث السمر
- الدرعية
- شهر في دمشق
- محاضرات وبحوث
- من جهاد قلم
- فواتح الجزيرة
- أهازيج الحرب شعر العرضة
- الأدب الشعبي في جزيرة العرب
- بلادنا والزيت
- الديوان الثاني
- رموز من الشعر الشعبي تنبع من أصلها الفصيح
- جولة في غرب أمريكا
- تنزيل الآيات شواهد الكشاف
- إملاء ما منَّ به الرحمن جزءان
- أسئلة وأجوبة
تنوع وتعدد جميع الشعر الفصيح والعامي والبحث وأدب الرحلات والجغرافيا، والتاريخ، والنقد، والأدب، والسياسة.
كتب الكثير وعاش هموم مجتمعه, ودافع عن مكتسباته وتراثه بوعي وأمانة ووطنية، وأثرى الواقع المحلي والعربي بمؤلفاته.
الجوائز والتكريم
نال الشيخ عبدالله بن خميس على مدار حياته الحافلة العديد من الجوائز وكرم في محافل ادبية وثقافية وعلمية عدة، ولعل ابرز الجوائز ومحطات التكريم في حياته:
جائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1982م.
وشاح الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى في الشخصية الثقافية المكرمة في مهرجان الجنادرية السابع عشر عام 2002م.
وسام وتكريم وميدالية من مجلس التعاون الخليجي في مسقط عام 1989.
وشاح وتكريم من دولة فلسطين.
وسام الشرف الفرنسي من درجة فارس قلده إياه الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران.
وسام الثقافة من تونس.
شهادة تكريم من البحرين عام 1987م.
العديد من الجوائز والميداليات والشهادات في محافل ومناسبات عديدة داخل المملكة وخارجها.

قالوا عن الشيخ الموسوعة
«إن رجلا في قامة عبد الله بن خميس وفي مثل طموحه ومواهبه الفذة لجدير بأن ينال التكريم والتقدير وتكريمنا له ما هو إلا تعبير عن مدى حبنا وتقديرنا لشخصه الكريم لإسهاماته وانجازاته العظيمة في شتى المجالات».
د. محمد الربيع
إنك لن تستطيع أن تفصل بين ابن خميس الأديب والناقد عن ابن خميس الجغرافي، وابن خميس الإعلامي، فهو علامة متعدد المواهب والاهتمامات، أجاد القصيدة الفصحى. كما أجاد الشعبية، وملك ناصية العبارة وامسك بتلابيب براعة النقد الملتزم، واستحوذ على الريادة في رصد وديان الجزيرة ورمالها وجبالها، وصار مرجعا في معرفة أصحاب الأقوال الشعرية».
د. عبد الرحمن الشبيلي
صاحب فكر نير وشعره الجزل امتداد لشعر أبي تمام والبارودي».
عبد الله الحقيل
إنه يعي جيدا أهمية الصحافة في نهضة الشعوب وفي غرس بذور اليقظة الاجتماعية والوطنية وكان يعي أنها وجه من وجوه الفكر المعاصر ولون من ألوان الثقافة وأنها أصبحت علما من العلوم».
محمود الرداوي
عندما تقرأ في تاريخ الصحافة تجد اسمه في أول القائمة، فهو من الرواد حين كتب في الصحف الموجودة آنذاك، وهو من الرواد حين أصدر الجزيرة إبان صحافة الأشخاص».
محمد عيد الخطراوي
كان المتنبي يشارك الوالد تربيتنا وطالما استخدم أبياته في تأنيبنا أو عتابنا أو استحثاث هممنا».
أميمة الخميس
أدباء ومثقفون: الراحل أثرى منظومتنا الأدبية والثقافية والإعلامية بالعطاء
عبر عدد من الأدباء والمثقفين عن حزنهم لفقد الأديب عبد الله بن خميس، مؤكدين على أن رحيله خسارة كبيرة لثقافة الوطن.
وأوضحوا أنه من الصعب تعويض ابن خميس، معتبرين أنه شخصية مميزة ساهمت في خدمة المجتمع في عدة مجالات ثقافية وأدبية وإعلامية.وأشاروا إلى أن ما يخفف من وطأة فقده، تركه لمجموعة كتب أثرت المكتبة السعودية.
موسوعة ثقافية
وقال الكاتب حمد القاضي: «أشعر بالألم عندما نفقد أحد رموزنا الثقافية الكبيرة، والتي في تقديري، يصعب تعويضها.. اليوم فقدنا أديبنا الكبير عبدالله بن خميس الذي أثرى منظومتنا الأدبية والثقافية والصحفية والشعرية بجزيل العطاء»، سواء كان في الميدان البحثي أو التاريخي في الشعر أو الأدب. وأضاف أن ابن خميس كان موسوعة ثقافية، وأن اهتمامه لم يقتصر على الجانب الأدبي، فهو أولا أحد رواد الصحافة لدينا، حيث أنشأ صحيفة «الجزيرة»، التي أصبحت أهم الصحف في المملكة، ثم توجه إلى ميدان التأليف التاريخي، فألف معجم اليمامة وموسوعات أخرى. وفي المجال الأدبي أصدر العديد من الكتب الأدبية التي ستبقى للأجيال. وفي الشعر أبدع في اللونين الشعر العربي عبر اهتمامه بنقد الشعر الشعبي وإبداع القصائد النبطية.
آخر الموسوعيين
وأوضح د. محمد المشوح أنه برحيل ابن خميس تفقد المملكة أحد أواخر الموسوعيين الذين قدمتهم البلاد، أمثال حمد الجاسر والعبودي وابن خميس، وغيرهم من العلماء الموسوعيين الكبار.
وقال: «إذا كان ابن خميس عرف بأنه موسوعي العلوم والمعارف في الأدب والشعر والتاريخ والجغرافيا، فهو قد عرف كأحد رواد الصحافة العربية بتأسيسه لصرح جريدة «الجزيرة»، وكان أثره واضحا في مسيرة النهضة الصحفية في المملكة».
وأضاف أن الفقيد حظي بالتكريم والاحتفاء من قبل الدولة وأجهزتها ومؤسساتها العلمية والثقافية في الداخل والخارج وبعض الجهات الأهلية، متمنيا أن ينهض أبناؤه ومحبوه بإرثه العلمي الذي يتجاوز أكثر من ثلاثين كتابا في شتى العلوم والمعارف، مؤكدا بصفته كناشر أن كتب الفقيد مازال الطلب عليها كثيرا.
واختتم المشوح حديثه بقوله: برحيل ابن خميس «فقدنا جهاد قلم، إنه جهاد أكثر من تسعين عاما حافلة بالعطاء في خدمة وطنه والعلم والثقافة».
رائد للثقافة الحديثة
من جانبه، قال الشيخ محمد العبودي إن ابن خميس يعد واحدا من رواد الثقافة الحديثة في تاريخ المملكة، ويكفي أنه أسس مؤسسة «الجزيرة»، وكانت مجلة قبل أن تصبح جريدة، وكان له مبادرات كثيرة، وهو عضو في تأليف المعجم الجغرافي للمملكة حيث قام عليه العديد من الأشخاص، وكان حمد الجاسر صاحب الفكر وكتب ابن خميس معجم اليمامة وهو الجزء المتخصص بالرياض.
وأضاف أن الراحل أسس مطابع أسهمت في نشر مؤلفات وهي مطابع الفرزدق، معتبرا أنها ساهمت في النهضة الأدبية.

إنسان ذو بصمة متميزة
أما الأديب عبد الرحمن الملا فقال: «بعميق الأسى والحزن تلقيت نبأ انتقال الأديب الكبير الشيخ عبدالله بن خميس إلى الرفيق الأعلى، وذلك لعدة أسباب لعل أهمها أن هذا الرجل اشتمل على خصال حميدة ومناقب فذة»، معتبرا أن الفقيد «متعدد المواهب، ويمثل فصلا من فصول الحراك الأدبي في المنطقة العربية بصفة عامة وفي المملكة بصفة خاصة»وذكر أن ابن خميس «كان أحد رواد النهضة الفكرية في بلادنا ومن صناع حركتها في ميادين شعر الإبداع والأدب»، مضيفا أنه تميز بالعمل «المخلص والجاد في البناء التنموي لهذه البلاد، وأن هذا الإنسان الكبير قد ترك بصمته المتميزة في كل عمل يقوم به، يحركه في ذلك إحساسه العميق بالمسؤولية تجاه هذا الكيان لهذا المجتمع وهذه الدولة وهذا الوطن».وحول علاقته بابن خميس، قال الملا: «بالإضافة إلى أنني أحد تلامذته وما أكثرهم (...) فقد كان له علي أياد بيضاء، حيث تعهدني منذ التحقت بالمعهد العلمي بالرعاية والعناية شأني وشأن كل من يتوسم فيه القدرة على العطاء، ولا أملك أمام هذا أن أمد يد التضرع إلى المولى في أن يسكنه فسيح جنانه».
متعدد المواهب
وأكد رئيس النادي الأدبي بالرياض د. عبدالله الوشمي أن رحيل ابن خميس «يمثل فقدا للمشهد المحلي الثقافي والعربي»، موضحا أنه «خدم الدولة في وزارة المواصلات وأسس، على المستوى الإعلامي، صحفا ومجلات، وعلى المستوى الشعري، يمثل أحد الشعراء البارزين في المملكة، وهو مؤسس وأول رئيس لنادي الرياض الأدبي».
وذكر أن الفقيد كان على الصعيد الثقافي مراسلا للعديد من المجامع اللغوية، وخبيرا بالأدب الشعبي، ومهتما بأدب الرحلات. وبهذا نقول إن ابن خميس كان حضوره متعدد المواهب والاهتمامات، ولذلك نجد له متابعين ومحبين على مختلف الأصعدة.
أثره في أدب الجزيرة
بدوره أوضح رئيس النادي الأدبي الثقافي بجدة د. عبد المحسن القحطاني أن الفقيد أحد الأدباء التنويريين الذين كانت لهم بصمات واضحة في الأدب العربي ناهيك عن الشعبي.وقال: «حينما تحدث (ابن خميس) عن الأدب الشعبي، كان يتحدث بتأثير على مجتمعه، ويعرف أن هذا النوع من الأدب حجة اجتماعية وتاريخية على المنطقة، ويعرف أنه لن يكون بديلا عن الأدب العربي الفصيح، ومع ذلك كانت قراءته للأدب العربي واضحة، ومؤلفاته فيما يتعلق بأدب الجزيرة العربية عبر عصورها ملفتة، وجلاء برنامجه الإذاعي الذي استمر زمنا وكان جيلي يتتبعه دائما وهو صوت مألوف لاذان جيلنا».
وأضاف أن تأثير ابن خميس واضح في أدب الجزيرة تأليفا ودارسة، ولذا ظل صوتا حاضرا عند الباحثين وطالبي المعرفة، وهو شاعر وأديب كان يطالب بما لا يتقبله مجتمعه آنذاك، مثل تعليم المرأة فوقف شاعرا مطالبا بتعليم المرأة، وهذا أثمر في هذا الجيل الذي تراه من بناتنا وابنته أميمة الخميس شاهد على ذلك.

خسارة للوطن
وأشار عضو مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي د. ظافر الشهري إلى أن فقد الأديب ابن خميس يشكل خسارة للوطن بشكل عام.
وقال إن الراحل «أديب وإعلامي ساهم في الحركة الإعلامية منذ وقت مبكر عندما ساهم وأنشأ مؤسسة «اليمامة» الصحفية، بقدر كبير جدا وهو مربي أيضا عمل في حقل التعليم فترة طويلة وله بصماته الواضحة في الأدب السعودي، سواء في جانبه الفصيح أو في الجانب الشعبي، وله أطروحات جميلة في الأدب الشعبي نذكر من ذلك تقديمه الرائع لديوان «التميمي» وهو ديوان شعبي.وذكر أن ابن خميس علم كبير له جهوده الملموسة في جوانب كبيرة من مناحي الثقافة على مستوى الوطن، من خلال سيرته الطويلة في مجالات متعددة على مستوى الثقافة.
وقال: «تألمت كثيرا عند سماع الخبر (...) والحقيقة أني أبحث عن الكلمات التي تعبر عن حجم الخسارة والفقد الكبير برحيل هذا العلم، فلا أجدها، ولكنني أدعو الله سبحانه وتعالى له بالرحمة والغفران ولأهله وذويه بالصبر والسلوان وللوطن بكل أطيافه بالصبر أيضا، ولعل العوض فيما كتبه هذا الرجل وما خلفه للمكتبة السعودية وللمثقفين السعوديين».
رائد الأدب السعودي
من جانبها لخصت د. منال العيسى رحيل ابن خميس بأنه «خسارة للأدب السعودي»، موضحة أنه من أهم الأدباء السعوديين والمؤرخين، وشكل إضافة للأدب السعودي بل كان الرائد الأول والحقيقي للأدب السعودي شعرا ونثرا وفاته تعتبر خسارة للوطن والأدب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.