تشهد أسواق محافظة الأحساء في الأيام الأخيرة من شهر شعبان حركة شرائية نشطة، حيث تقبل كثير من الأسر على شراء احتياجات شهر رمضان الكريم، مما أحدث ازدحاما على الأسواق والمجمعات التجارية. شراء طوال الشهر ويقول فايز المصطفى: أصبحت مشتريات شهر رمضان المبارك عادة سنوية لدى الكثير من الأسر، خصوصاً في الأيام الأولى من دخول الشهر، فلرمضان أكلاته التي تميزه عن باقي شهور السنة، مما يؤدي لاستنزاف الجيوب بشكل كبير. فرغم الاستعداد المبكر لرمضان، إلا أنني سابقي أتردد على السوبرماركت بشكل يومي طيلة شهر رمضان، لسد احتياجاتنا الأساسية من المواد الغذائية والمتطلبات الطارئة والطازجة. تعويض الركود ويشير عبدالله المعجل إلى أن حمى الشراء ستستمر حتى بداية دخول شهر رمضان.. يقول: بقدر ما لرمضان من روحانية في العبادة، فكذلك له طابعه الخاص من حيث أكلاته المتنوعة ومشترواته الخاصة، التي عادة ما يتهيأ لها التجار، لاستغلال هذه الأيام في تحقيق أرباح تعوضهم عن فترة الركود، التي كانت موجودة في الفترة الماضية. الشوربة الأكثر مبيعاً يقول عباس علي العريفي (أحد الباعة في مركز تجاري لبيع المواد الغذائية): حركة الشراء تشهد إقبالا ملحوظاً من قبل المستهلكين، فحركة البيع لازالت مرتفعة نسبياً، مقارنة بالعام الماضي من نفس الفترة.. موضحاً ان (الشوربة) سجلت أعلى معدلات بيع. ولوحظ الانخفاض النسبي للمواد الأخرى الأساسية، التي يعتمد عليها المجتمع الأحسائي في شهر رمضان المبارك، مثل رقائق السمبوسة والنشويات والمعلبات، فيما استقرت مبيعات العصيرات عند وضعها الطبيعي. الأسعار ثابتة وارجع عباس سبب الإقبال إلى الاستهلاك الكبير لهذه المواد، الذي يصل عند البعض إلى الإسراف.. نافياً أن تكون هناك أي زيادة في الأسعار.. مشيراً إلى أن وزارة التجارة تقوم بجولات تفتيشية مكثفة في مثل هذه الأيام، للتأكد من الأسعار، بالإضافة إلى التأكد من صلاحية المواد الغذائية للاستعمال الآدمي. تخزين السلع ويوضح السيد بدير (محاسب في أحد المراكز التجارية) أن الإقبال غير متوقف, حتى وصل أعلى معدل شراء لزبون من الزبائن مبلغ 2000 ريال، قيمة مستلزمات غذائية تكفيه طوال شهر رمضان.. مبدياً استغرابه من هذا السلوك الشرائي قبل رمضان، حتى أن التجار اصبحوا يخزنون السلع في مستودعات كبيرة، استعدادا للمناسبة، ويبالغون في التجهيزات وتنظيم المسابقات وإعلان الجوائز، لإغراء وتشجيع الناس على تفضيل. وينصح أحمد حسين الكبيسي (مسئول إداري في أحد متاجر أغذية الجملة) المستهلكين بالحصول على احتياجاتهم من متاجر الجملة، بدلا من التجزئة، حتى يتمكنوا من الحصول عليها بسعر أقل. أسباب الفوضى ويقول صالح سالم الثويقب (مسئول مبيعات في مركز تجاري): يجب أن نعرف أن هذه الفوضى الشرائية المعتادة، وهذا الزحف الاستهلاكي الهائل على الأسواق والمراكز التجارية وأصحاب متاجر الجملة والبقالات ومتاجر المواد الغذائية، تعبر عن عادات وتقاليد رمضانية، ترتبط فقط بهذا الشهر الفضيل عن بقية أشهر السنة, ويرتبط بإسراف وتبذير وسوء تدبير لميزانية كثير من الناس، لمجرد احتفائهم بهذه العادات الرمضانية, وهو هدر غير محسوب في الأموال، ومضر جدا في نتائجه وعواقبه, والدليل على ذلك ازدياد النفايات في هذا الشهر إلى أضعاف ما كان عليه الحال طوال أشهر السنة الأخرى, أي أن ما يقذف في حاويات النظافة، وما يرمى في الطرقات من زوائد الأطعمة وبقايا موائد وسفر الأكلات الرمضانية يعد فائض كبير جدا، يزيد عن حاجة الأسر والأفراد. مجرد عادة ويضيف الثويقب: هذا الإقبال الشرائي على المواد الغذائية بشكل خاص هو لمجرد الاعتياد، والرغبة الذاتية، فالمعدة التي تهضم الأكل هي نفسها في جميع الشهور، وقدرة الأكل بين الأفراد لا ترتفع من شهر لآخر, هذا ما يجعل شهر رمضان يرتبط في حياة الناس بعادات مضرة وغير نافعة، ينجم عنها كم هائل من النفايات التي تطحن وتضغط وتتدفق تحت أراضي المحافظة، وما ينطوي على ذلك من خسارة غير محسوبة وسلوكيات غير نافعة. بعيدا عن الماديات يملك علي عباس بسطة رمضانية منذ 10 سنوات، وهو أصلاً موظف في القطاع الخاص، ولكنه يحرص على ان تتزامن إجازته من عمله الأصلي مع دخول شهر رمضان المبارك، لكي يعمل خلاله في البسطة.. يقول: البسطة الشعبية في شهر رمضان بالذات لن تنتهي، لما تحققه ليّ من متعة وسرور وبهجة، وأنا ألتقي بالناس، وأقدم لهم الحلوى التي أصنعها بيدي، وتأخذ مني جهدا كبيرا، في تجهيز وعجن وإعداد وطهي لساعات طويلة.. مضيفاً: المادة ليست هي السب، وأنا لا أسعى للربح، لأنها لا ترتبط بأرباح مادية, فأنا لا أحتاج للمال الذي أكسبه منها، ولكنها الهواية التي تجعلني أنتظر شهر رمضان لأمارسها برغبة، وأنتظر كل عام زبائنه وأحبابه. التجار يخرجون البضائع من المستودعات استعداداً لمبيعات رمضان