عزيزي رئيس التحرير تعيس الحظ مسكين دائما يده فوق خده والأبواب دائما مغلقة في وجهه والتعاسة دائما تركض خلفه، فعندما يذهب يمينا تأتيه التعاسة من شماله، وعندما يلتفت خلفه تسبقه التعاسة أمامه، وعندما يتوقف تكون التعاسة هي ظله. يخطط ويرسم والتعاسة وراءه تهدم وتحطم، يسير في طريق والتعاسة تعانده والحظ يعاكسه من الطريق الآخر وكأنه يشكل مع التعاسة والحظ معركة وحرب لاتنتهي، هذه ايامه وهذه حظوظه وهذه احواله المسكين اليوم وغدا. يصبح على هم ويمسي على متاعب، وينام على احلام ويصبح على تعاسة حتى اصبحت حياته واحلامه كلها تعاسة ، سرعان ما يشاهد الفشل في عينه والنجاح في عين غيره، فعندما يخفق في نجاحه يتهم التعاسة بذلك الاخفاق وعندما يتحقق له النجاح يقول اخيرا ابتسم لي الحظ، فالتعيس لا تتوقف شكواه من تعاسته التي تعشقه وتكره غيره وكذلك التعاسة دائما تشتكي من تعيسها الذي يسير خلفها ويتبع خطواتها، واذا كان هو يصرخ ويتألم من تعاسته فإن صرختها أعلى منه، هذا حال التعيس مع حظوظه، وقد يكون للحظ في بعض الامور الدور الاكبر في النجاح ولكن ليس هو كل شيء فهل النجاح يقاس بالحظ؟ ولماذا نحن ننتظره أن يبتسم لنا دون ان نسعى اليه فنجتهد ونتعب ونثابر لنحقق احلامنا وامنياتنا؟ فلو سألنا تعيس الحظ عن امنيته في حياته لقال: أمنيتي ان امسك بتعاستي لاقتلها كما قتلت وحطمت امنياتي اوهي تقتلني وتخلصني من دنيتي. محمد علي الطويرة