الواضح أن الحرب على الارهاب من الموضوعات الرئيسية التي ستطرح خلال المؤتمر القومي للحزب الجمهوري الامريكي الذي يعقد الاسبوع الحالي. اختار المسئولون في الحزب عقد المؤتمر الذي سيستمر أربعة أيام في مدينة نيويورك التي تعرضت لهجمات سبتمبر عام 2001. رفعت تلك الهجمات الرئيس الجمهوري جورج بوش إلى مستويات تاريخية من التأييد الشعبي الذي لم يبدأ في التراجع إلا بعد عدة شهور وبدء الحرب على العراق. يسعى المستشارون السياسيون للرئيس الامريكي إلى تذكير الناخبين بموقف الامة الموحد في أعقاب هجمات سبتمبر بتنظيم مؤتمر الحزب الجمهوري في متنزه ماديسون سكوير جاردن الذي يبعد بضعة كيلومترات عن موقع مبنى مركز التجارة العالمي الذي تعرض للهجمات في نيويورك. لكن قبل بضع ساعات من بدء المؤتمر أمس الاول أثار بوش بتصريحات أدلى بها جدلا شديدا بشأن الرسالة التي يسعى حزبه إلى توجيهها للناخبين. قال الرئيس الامريكي خلال مقابلة أجرتها معه شبكة (إن.بي.سي) التليفزيونية ردا على سؤال عن إمكانية تحقيق النصر في الحرب على الارهاب لا أعتقد أنه يمكن الانتصار فيها لكن أعتقد أن بوسعنا تهيئة ظروف يكون فيها أولئك الذين يستخدمون الارهاب كأداة أقل قبولا في أجزاء من العالم. وربما يكون هذا التصريح خطأ سياسيا فادحا ارتكبه بوش أو حقيقة تتعلق بطبيعة حرب غير تقليدية الخصم فيها عدو لا تحكمه قواعد السياسة والجغرافيا. لكن المؤكد أنه مادة ثرية للجدل والخلاف لن يتواني الحزب الديمقراطي المعارض عن استغلالها لصالحه. سارع مرشح الحزب الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس جون إدواردز إلى طرق الحديد الساخن وقال بعد شهور استمعنا خلالها للجمهوريين يؤسسون حملتهم على انفرادهم بالقدرة على تحقيق النصر في الحرب على الارهاب يقول الرئيس الا اننا لا نستطيع الفوز في الحرب على الارهاب. ليس هذا الوقت المناسب لاعلان الهزيمة. لن يكون الامر سهلا ولا سريعا لكن لدينا خطة متكاملة على المدى البعيد لجعل أمريكا أكثر أمنا وهذا هو الفرق. وأشارت استطلاعات الرأي إلى تقارب شديد في نسبة تأييد الناخبين بين بوش ومنافسه في انتخابات الرئاسة مرشح الحزب الديمقراطي وعضو مجلس الشيوخ جون كيري. وأشارت نتائج الاستطلاعات إلى أن الناخبين يؤيدون كيري بنسبة أعلى قليلا فيما يتعلق بالاقتصاد والقضايا الداخلية بينما يزيد تأييدهم لبوش بالنسبة للدفاع والحرب على الارهاب. وتصدرت تصريحات بوش العناوين الرئيسية لوسائل الاعلام الامريكية أمس الاول الاثنين لدرجة أنها ألقت بظلالها على الرسالة الموجهة من مؤتمر الحزب الجمهوري في نيويورك وذلك حسبما قال المحلل السياسي ستو روذنبرج لوكالة الانباء الالمانية. وأضاف روذنبرج إن تأثير تصريحات بوش سيتوقف على ما إذا كانت ستعتبر بمثابة تغيير في السياسة أم تعليق خانه التوفيق من سياسي معروف بزلات لسانه. كما أكد المحلل أن تلك التصريحات ستعطي الديمقراطيين مادة جديدة للهجوم على بوش لكن تأثيرها على أصوات الناخبين الذين لم يحسموا رأيهم بعد بشأن المرشح الذي سيختارونه يرجح أن يكون بسيطا. وأضاف: لا أعتقد أن الامريكيين يرون أن أحدا سينتصر في الحرب على الارهاب في وقت قريب. وتعيد تصريحات بوش إلى الاذهان تعهد كيري في وقت سابق خلال الصيف بأن إدارته ستشن حربا أكثر فعالية على الارهاب وهو ما استغله الجمهوريون ومنهم نائب الرئيس ديك تشيني لوصف المرشح الديمقراطي بالسذاجة. وبذل المتحدث باسم البيت الابيض سكوت مكليلان جهدا واضحا أمس الاول لمحاولة تفسير تصريحات بوش على نحو يقلل من ضررها. وقال المتحدث للصحفيين إن بوش كان يتحدث عن المعنى التقليدي للفوز في الحرب. كثيرا ما سمعتموه يتحدث عن هذه الحرب كنوع مختلف من الحروب. نحن نواجه عدوا غير تقليدي ولا أظنكم تتوقعون استسلاما رسميا أو توقيع وثيقة كما حدث في حروب سابقة... يحتاج تحقيق النصر في هذه الحرب على الارهاب إلى التزام على مدى أجيال. وقال مكليلان إن الكلمة التي سيلقيها بوش يوم الخميس في مؤتمر الحزب الجمهوري لاعلان قبوله رسميا لترشيح الحزب له في انتخابات الرئاسة انتهى إعدادها بالفعل. لكن سيتضح يوم الخميس القادم مدى تأثير تصريحات بوش إذا رأى أن يستغل كلمته في المؤتمر لتفسير تلك التصريحات. متظاهرون ضد سياسات بوش