سعادة د. ناصح الرشيد انا شاب في الخاسمة والعشرين من عمري, كان والدي يعاملني في الصغر بالعنف والشدة والخوف وكنت اخاف منه واخشاه وفي سن المراهقة اصبحت خجولا ومنطويا ولدي احساس بتفوق زملائي علي واشعر من احاديثهم عن الجنس الآخر والحب بالقلق على نفسي لأنني افكر في مثل هذه الاشياء واحس بالقلق والخجل والتردد وفقدان الثقة في الذات. والآن احب فتاة واود الزواج منها ولكنني خائف ومتردد رغم انها من قريباتي, فماذا افعل للقضاء على الخوف والاقدام على الزواج بروح وحب يؤمنان حياتي ويؤديان الى استقرارها. ع.أ.ر لا تقلق عزيزي .ع. احيي فيك هذه الروح الطيبة واقول لك: ان من سمات القلق النفسي المهمة الخوف.. بكل اشكاله ومنها الخوف من الاقدام على الزواج وما فيه من مسؤوليات وحياة اخرى. وهناك فارق بين القلق الذي يشعر به الفرد سليم النفس اذا كان في حالة تقتضي هذا الشعور, كأن يكون مهددا بفقدان عمله او ضائقة مالية او بمرض جسمي او ان يكون مستقبله مهددا بالضياع. وفرق بين القلق النفسي او بما يسمى علميا (عصاب القلق).. فأسباب القلق من النوع الاول معروفة للشخص وهو يدرك ابعادها. اما اسباب القلق النفسي فهي لا شعورية لا يدرك كنهها. وعادة ما ترجع اسباب القلق النفسي الى حوادث مؤلمة او خبرات سيئة مرت بالفرد في الصغر او في مرحلة مبكرة من حياته وكبتها في اللاشعور حتى يتجنب نفسه. تذكرها لما تسببه من ألم وتكون النتيجة ان تؤثر في سلوكه في المستقبل ويأتي القلق عندما يتعرض لمواقف مشابهة لما عاشه. ومن مصاحبات هذا القلق الخوف, وفقدان الثقة بالنفس, والخجل ويزداد اذا كانت هناك مواقف تتطلب من الشخص تغييرا في البيئة التي يعيشها او تعديل نمط حياته ولعل اهم هذه المواقف هو الزواج لذلك يحاول المصابون بالقلق تجنبه. ونعتقد ان قسوة الوالد وشدته في معاملتك حينما كنت صغيرا احدثت اثرا بالغا في نفسك مما أفقدك الطمأنينة. عموما يمكنك الحديث الى اخصائي نفسي ليساعدك على إزالة الاسباب المسببة للقلق النفسي ونرى ان الامر ليس بالجسامة التي تتصورها اذ يمكن لك بالارادة التغلب على كل ما بداخلك من قلق وخوف.