«ما هو أنت اللي تكلمني كذا»!!

لقد عاد النصر وأشرقت شمسه من جديد في منصات التتويج من خلال الفوز بكأس ولي العهد، لكن الاجمل في هذا التتويج أنه جاء عبر المنافس التقليدي والتاريخي الهلال؛ لكون طعم الفوز أو اللقب أجمل بكثير مما لو جاء عبر بوابةٍ أخرى.
شمس النصر عادت؛ لتغطي سماء درة الملاعب من اجل معانقة كأس غالية، وتذوق النصرايون الجُدد طعم الذهب الذي غاب لفتراتٍ طويلة عن النادي، وسطعت الشمس لأول مرة في عز الليل، وانتهى العُرس الذي أقيم على مسرح درة الملاعب بتتويج العالمي بلقب غالٍ.
النصر عاد الى البطولات عبر بوابة الهلال، وهذا يعني له الشيء الكثير في عالم المنافسات المحلية، فالبرغم من ان النصر غاب عن التتويج بكأس ولي العهد تحديدًا قرابة الاربعين عامًا، لكن فرحته في ليلة البارحة كانت كافية لتنسي جماهيره كل ما مضى، واثبت الفريق أنه قادم لعالم البطولات واعتلاء منصات التتويج لسنواتٍ مقبلة، ولن يكون من السهولة بمكان لأي فريق آخر حتى لو كان الغريم التقليدي ان يزحزحه عن منصات التتويج.
النصر كشّر عن أنيابه بقوه في ليلةٍ كان محاطًا فيها ككل الليالي بجماهير الشمس، التي كانت كلمة السر الحقيقية في عودة العالمي الى سابق عهده.
المدرب الارجوياني دانيال كارينيو أعاد بريق الذهب للاصفر من خلال توليفةٍ شابة، وقاد الفريق لتحقيق اول الالقاب تحت قيادته، ونجح في إعادة الذهب مرة أخرى لملاسة الذهب، وتمكّن من ان يخرج ما في جعبة اللاعبين، وجعل كل لاعب نصراوي يحترق لكي يسعد تلك الجماهير الوفية.
كارينيو كان ينتظر على أحر من الجمر وكان يتحيّن الفرصة التي جاءت بعد عام كامل؛ ليرد اعتباره الشخصي لخسارته نهائي النسخة الماضية امام الهلال أيضًا.
الساحر الارجوياني المتحمّس أثبت أنه ما زال المدرب الاول في الملاعب السعودية، بدليل أنه يستطيع أن يقلب النتائج خصوصًا في المباريات الكبيرة من خلال قراءته الفنية الجيدة لمجريات الأمور وتغييراته التي دائمًا تقطف ثمار الفوز في الوقت المناسب.
النصر اصبح مرشحًا للفوز بأكثر من لقب ولن يقتصر طموحه عند التتويج بكأس ولي العهد، هذا الموسم، وهو مؤهّل لذلك.
توهُّج النصر فجَّر براكين جديدة على ملاعبنا السعودية في كل شيء سواء من الناحية الجماهيرية من خلال ترديد عبارتها الشهيرة "متصدر لا تكلمني" إلى جانب ابتكار تقاليع وأساليب تشجيع جديدة، حتى جاء موعد الارتواء من وهج الصدارة بالتتويج باللقب الغالي.
وبعث النصر رسالة اطمئنان لجماهيره، ليس في كافة مناطق المملكة، بل في كافة انحاء الدول العربية والخليجة، فالنصر لا يزال الفريق المفضل لدى الجماهير الخليجية.