من المقرر أن تشهد قمة "كونيكت" الدولية مناقشات مستفيضة حول التطورات الحاصلة في قطاع الاتصالات في المنطقة ومن بينها تحديات ونتائج قرار تحرير قطاع الجوال بالمملكة ومدى تأثيره على هذا القطاع. وفي ضوء هذا القرار, ستواجه شركة الاتصالات السعودية (STC) التي تعد الموفر الحصري لخدمات الجوال حتى الآن في المملكة, المنافسة وذلك للمرة الأولى مع دخول شبكة ثانية لتوفير خدمات النقال لهذا السوق والمتوقع أن يتم خلال شهر يوليو المقبل. وستعقد القمة التي تنظمها شركة "آي .آي .آر. تيليكوم آند تكنولوجي" في دبي خلال الفترة من 30 مايو الجاري ولغاية 2 يونيو المقبل. وستشهد القمة التي ستقام تحت عنوان "تعظيم الربحية في أسواق الاتصالات التي تشهد تنافساً حاداً" تقديم عدد من الدراسات العملية والعروض التوضيحية إلى جانب ورش عمل على مدى يومين من قبل 19 من شركات توفير خدمات الاتصالات الرائدة في المنطقة والعالم. وتم اختيار 11 مؤسسة متخصصة تتنافس للحصول على ترخيص تشغيل الشبكة الثانية لخدمات النقال في السعودية ومن بينها عدد من الشركات الإقليمية الرائدة تشمل "اتصالات" (Etisalat) و"أوراسكوم" (Orascom) و"شركة الاتصالات المتنقلة" (MTC). ويلقي خالد عبد الله الملحم, الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات السعودية خلال فعاليات قمة "كونيكت" العالمية, محاضرة تتناول تأثير هذه التطورات على الشركة بجانب مناقشة جهود إعادة هيكلة قطاع الاتصالات في المملكة. وسيقوم الملحم, الذي يعد أحد أبرز المتحدثين في قمة "كونيكت" بعرض رؤيته حول مستقبل قطاع الاتصالات في المملكة على المشاركين في القمة من موفري خدمات الجوال ومزودي خدمات الإنترنت (ISPs) ومقدمي خدمات التطبيقات (ASPs) وموفري المحتوى ومطوري الحلول والأنظمة التكنولوجية وغيرها من المؤسسات المتخصصة في قطاع الاتصالات. وقال الملحم: "نرحب بمشروع إنشاء شبكة ثانية لتوفير خدمات الجوال في المملكة, وهو ما كنا نتوقعه ونستعد له منذ شهور طويلة. ونرى مميزات عديدة لهذا التوجه سواء بالنسبة للشركات الموفرة للخدمات أو للعملاء. ويُقدر معدل نمو هذا القطاع بنحو 30 بالمائة سنوياً, حيث نثق بأن تواجد موفر جديد للخدمات سيساعد على توسعة نطاق سوق خدمات الجوال وتعزيز معدلات نموه أكثر من كونه يؤثر على حصة شركتنا. وما زال معدل انتشار خدمات الاتصالات في المملكة أقل من المتوسط العالمي, الأمر الذي يشير إلى إمكانات النمو الكبيرة المتاحة في هذا القطاع. ونتوقع نمو هذا القطاع لتصل قيمته إلى نحو 7.9 بليون دولار خلال العام 2007". من جانبها قالت سابين إنثامير, المديرة التنفيذية في شركة "آي. آي. آر". IIR) )ستساهم سياسات تحرير قطاع الاتصالات في إحداث تغييرات جذرية في هذا القطاع في منطقة الشرق الأوسط. وفي حين كانت للكويت والبحرين الريادة في تبني هذه البرامج, تستعد حالياً شركة الاتصالات السعودية لمواجهة المنافسة للمرة الأولى في سوق خدمات الجوال في المملكة. وتحولت مختلف دول مجلس التعاون الخليجي لتبني سياسات تحرير قطاع الاتصالات مع توجه الإمارات وعمان لإتاحة المجال أمام شركات جديدة للمساهمة في سوق خدمات الاتصالات. وحرصت شركتنا على تنظيم قمة "كونيكت" في هذه الفترة الحاسمة بغية تسليط الضوء على فرص النمو المتاحة في هذا القطاع في المنطقة. وأضاف الملحم: ستؤدي عملية تحرير قطاع خدمات النقال إلى إحداث تغيير فوري في أسعار الخدمات كنتيجة مباشرة للمنافسة بين الشركات العاملة في هذا القطاع مما سيسمح بتوسعة نطاق هذه الخدمات لتشمل فئات أخرى من المستخدمين في المملكة. وسيمنح هذا التطور فرصة الاستفادة من خدمات الهواتف النقالة لقطاعات أكبر من المستهلكين وبالتالي زيادة حصة شركتنا في هذا السوق. وعلاوة على ذلك, ستحفز هذه المتغيرات الشركات العاملة على إنشاء البنية التحتية التكنولوجية اللازمة لتوسعة شبكاتها لتغطي المناطق النائية في المملكة وزيادة حجم السوق. ويرحب المستخدمون دائماً بالتقنيات المتطورة الجديدة التي سريعاً ما ستصبح نمطاً سائداً. وفي هذا الإطار, ساهمت عملية طرح نظام بطاقات خدمات "جي. أس. أم" (GSM) المدفوعة مقدماً في زيادة عوائدنا من خدمة الرسائل النصية القصيرة (SMS). وقال الملحم: تعمل "شركة الاتصالات السعودية" على توفير حزمة من الخدمات الإضافية وخدمات ما بعد البيع لمشتركيها, وذلك للمحافظة على موقعها في هذا السوق. ونحن نستثمر ما بين 5 إلى 6 بلايين ريال سعودي سنوياً في برامج تطوير الأنظمة والبنية الهيكلية التي نعتمدها. كما قمنا بوضع خطط طموحة لتقديم مجموعة من الحلول التقنية والخدمات الأساسية للشركات الموفرة لخدمات الهواتف النقالة. وسيشكل هذا التوجه أحد موارد الدخل الجديدة لشركتنا. كما نمتلك خططاً لتدعيم البرامج الرامية إلى استحداث تقنيات جديدة في قطاع الاتصالات. وأضاف الملحم: (نؤكد أيضاً أن شركتنا لا تعتزم توسعة شبكة خدماتها إلى خارج المملكة في المستقبل القريب. ونهتم حالياً بتعزيز موقعنا في السوق المحلي, حيث نلتزم بتوفير خدمات نوعية متميزة لمشتركي خدماتنا في المملكة والبالغ عددهم نحو 7.5 مليون مشترك من مستخدمي الجوال. وقد أعلنت شركتنا مؤخراً عن إضافة الرقم "0"ليسبق الأرقام الخاصة بخدمات الهواتف النقالة في السعودية بدءاً من 21 أبريل الماضي. وسينجم عن هذه الخطوة زيادة عشرة ملايين رقم المتاحة حالياً بمعدل عشر مرات).