الانتحار جريمة بحق النفس التي كرمها الله ونفخ فيها من روحه، وهي جريمة يعاني منها الجيش الأمريكي، فقد صدر تقرير عن هذا الجيش يوضح أنه تم تسجيل 349 حالة انتحار خلال عام واحد بين الجنود والضباط الأمريكيين العاملين خارج الولاياتالمتحدة، ولا عجب أن ينتحر في الجيش الامريكي اعداد هائلة من الجنود والضباط كل عام، حيث في الولاياتالمتحدةالامريكية أكثر من (200) مليون شخص يحمل سلاحاً نارياً خفيفاً، وتقع فيها أكثر من جريمة كل أقل من دقيقة، وكلفة مقاومة الجريمة هناك تتجاوز 60 مليار دولار سنويا، ولتدارك مشكلة الانتحار في الجيش أنشئ في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مكتب جديد لتناول حالات الانتحار وتعقيداتها، أطلق عليه «مكتب منع الانتحار» وعجز هذا المكتب في تخفيض عدد المنتحرين، وتقول مديرة هذا المكتب جاكي جاريك: "نحن في قلق بالغ بهذا الشأن، خصوصا ونحن نرى تزايد حالات الانتحار". التقارير الأمريكية المتعلقة بهذا الشأن "الإنساني" الهام لم تقدم أسباباً كافية مفهومةولكون التقارير الأمريكية المتعلقة بهذا الشأن "الإنساني" الهام لم تقدم أسباباً كافية مفهومة لتفسير اسباب حالات الانتحار هذه، ومن منطلق قوله تعالى "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" فإني أجد ديني العظيم وإنسانيتي، أو لنقل ضميري يدفعني للبحث عن حل لتلك المشكلة من أجل المساهمة في"احياء الناس" كما ورد في نص الآية الكريمة، ولإيماني العميق بأن "العطاء" الرباني نوعان، هما عطاء الألوهية وعطاء الربوبية، الأول للمؤمن فقط، وهو في الدنيا والآخرة، بينما الثاني للمؤمن والكافر في الدنيا فقط، كالحياة وكالماء والهواء والشمس والليل والنهار، فهذه كلها لجميع الخلق من رب العالمين، وبعيداً عن رؤى ونظريات سيغموند فرويد مؤسس مدرسة التحليل النفسي وعلم النفس الحديث، التي ربما فشلت في انقاذ الجنود الأمريكيين من الانتحار، فقد شمرت ساعدي وبحثت سريعاً في تاريحنا الإسلامي المجيد، ووجدت الحل الشافي الذي ربما ينقذ بعض الأنفس البشرية التي يأمرنا ديننا بإنقاذها، وقد يجد الأمريكيون هذا الحل المثالي عونا لهم في تغيير نظرة بعضهم عن الاسلام المتمثلة بالخوف منه وفق نظريتهم عن الرهاب الاسلامي.. أعني "اسلاموفوبيا" ، والحل –عزيزي القارئ- بسيط للغاية، فمن واقع تجارب أسلافنا الصالحين، وضع الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه نظاما رائعا للجيوش الاسلامية اثناء مناوباتهم ورحلاتهم لصد الاعداء عن الحدود الاسلامية، ويسمى هذا النظام (التجمير)، وهو يعني عدم غياب المحارب في الحروب عن أهله أكثر من ستة شهور، وتجاوز ذلك -آنذاك– كان يعد اثما لا يصح للسلطان تجاوزه، فما على الأمريكيين وغيرهم إلا التقيد بهذه المدة في مناوبات الجنود، وليعيد البعض منهم في أهمية التعاليم الإسلامية في الحفاظ على البشرية. maaasmaaas @ تويتر