تستحوذ المسلسلات الخليجية تحديدا على اهتمام المشاهدين من ابناء الخليج، وغالبا مايحظى اي مسلسل تلفزيوني خليجي جديد باهتمام ومتابعة المشاهدين، الى درجة ان هذا المسلسل يصبح حديث الناس من هواة متابعة هذه المسلسلات، علما بان هناك من لايلتفت اليها ولا الى غيرها من برامج التلفزيون بعد ان غلب على هذه البرامج والمسلسلات بصفة عامة نوع من الاسفاف والابتذال وتسطيح للفكر. ماتعنينا في هذه الوقفة هي لغة الحوار في المسلسلات التلفزيونية الخليجية فقد تسرب اليها من المسلسلات التي تنتجها بعض الاقطار العربية، ذلك التسطيح للفكر، وتلك الالفاظ السوقية بما فيها من شتائم وكلمات لاتليق بان تظهر على الشاشة ليشاهدها ملايين المشاهدين من ابناء الخليج وغيرهم فالحوار فيها مجرد هذر وكلمات عامية تأتي على السنة الممثلين الذين تتناقض ادوارهم من حوارهم الذي يفترض ان يرتقي ليصل الى مستوى مايمثلونه من علم او مكانة اجتماعية حسب الادوار المسندة اليهم ومع ذلك فان هذه المسلسلات تجد رواجا منقطع النظير ليس في الفضائيات التجارية بل وفي محطات التلفزيون الرسمية وكأنها تمر دون رقابة لتعيث فسادا في لغة الحوار وتقدم لغة ساذجة تعطي صورة غير واقعية لما وصل اليه ابناء الخليج من وعي وبدلا من ان ترتفع هذه المسلسلات بلغة الحوار نراها تنزل بها الى الحضيض وكان الاولى ان تحافظ على الحد الادنى من الرقي في لغة الحوار، بعيدا عن الركاكة، واستعمال اللهجة العامية في هذه المسلسلات لايبرر ابدا السقوط في ان يكون الحوار ركيكا وممجوجا وساذجا لدرجة الملل ومسئولية ذلك لاتقع على كتاب هذه المسلسلات او كتاب السيناريو والحوار لكل مسلسل فقط بل ان المسئولية تقع ايضا على من يجيز هذه المسلسلات لتبث عبر التلفزيون وكأن الهدف هو اشغال وملء ساعات البث المقررة بما يتيسر من المسلسلات وغيرها دون النظر الى الهدف او التفكير في الرسالة الاعلامية لهذا الجهاز الخطير المسمى بالتلفزيون، والذي يدخل البيوت دون استئذان ليشاهده الصغير والكبير والصغار اكثر من غيرهم قابلية للتأثر بالحوار المسف وتقليده وبذلك فان هذه المسلسلات تهدم بدل ان تبني لتكون الشكوى عامة ليس من المسلسلات الاجنبية او العربية بل والخليجية ايضا.