يعرف أحد المفكرين القيمة بأنها (حكم عقلي أو انفعالي على أشياء مادية أو معنوية، يوجه اختياراتنا بين بدائل السلوك في المواقف المختلفة. وتنظيم القيم مع بعضها في نظام قيمي، بحيث تمثل كل قيمة في هذا النظام عنصرا من عناصره. وعلى قدر ما يوجد من تعدد في مجالات الحياة والسلوك يوجد تعدد في نظم القيم الموجهة لسلوك الأفراد). لو أردت شرح ما في هذا التعريف للقيمة من.. أبعاد مترامية الأطراف لاحتجت إلى زمن طويل ولكني سأخطو خطوات سريعة أشياء كثيرة إلى القول: إن المجتمع الناضج هو ذلك المجتمع الذي يملك سلما من القيم يكون واضحا بحيث يحدد خياراته في السلوك أمام أي موقف تفرض عليه الحياة المتطورة دائما، وبحيث يكون سلما (مرنا) أي ان بعض درجاته تعلو أو تنخفض عن سائر الدرجات الأخرى. وبحيث يكون ذلك السلم غير مشتت الدرجات، سواء كانت القيم التي يتكون منها قيما مادية أو معنوية. والحياة كما نرى لاتفرق بين أي منهما، ذلك لأن تأثير كل منهما على السلوك تأثير واحد. نحن في العالمين العربي والاسلامي لنا قيمنا الموجهة لسلوكنا، ولكنها قيم مشتتة لايربطها أو يجمعها سلم واحد. لذلك فنحن نركض دائما للحفاظ على هذه القيم، ولكن ذلك الركض يذهب هباء لأنه يضيع في المسافة بين قيمة وأخرى لم نحدد أهمية كل منهما وأولويتها على الأخرى.