قال الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس حسني مبارك ان مصر ترجو ان تسير الامور بين الاشقاء الفلسطينيين في الاتجاه السليم بما يحافظ على الحقوق الفلسطينية ويدفع بعملية السلام قدماً بمساعدة الاطراف المختلفة وفي مقدمتها الجهود التي تبذلها مصر بقيادة الرئيس حسني مبارك. جاء ذلك في تصريحات خاصة ل "اليوم" ادلى بها الدكتور اسامة الباز حول التحرك المصري المكثف الحالي مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وزيارة وزير خارجية مصر المرتقبة لاسرائيل يوم غد موفداً من قبل الرئيس حسني مبارك. وقال الدكتور الباز رداً على سؤال حول نتائج زيارة الوفد المصري الاخيرة للاراضي الفلسطينية ولقاءاته مع مختلف الفصائل الفلسطينية، وقال ان الصورة لم تتضح حتى الان بالدرجة الكافية مشيراً إلى ان الامور ما زالت محل نقاش لم يحسم بعد، معربا عن امله في ان تسير الامور في الاتجاه الصحيح بما يحافظ على حقوق الاخوة الفلسطينيين وانطلاقاً من واجب مصر الاخلاقي والسياسي والتاريخي تجاه القضية الفلسطينية وتجاه الامة العربية.. وحول سبب وتوقيت ايفاد الرئيس مبارك لوزير الخارجية إلى اسرائيل قال الدكتور الباز انطلاقا من حرصنا على خدمة القضية الفلسطينية بكافة الوسائل ومن بنيها الاتصال بالاطراف المعنية بما فيها اسرائيل كطرف لا يمكن اغفاله اضافة إلى كنا وما زلنا منفتحين على الاخرين للتعرف على مواقف الاطراف والتأثير عليها مشدداً على ان مصر لا تقاطع احداً، مؤكدا التزام مصر السياسي والتاريخي والاخلاقي هو التزام بقضية وباجراءات يترتب عليها تغيير الوضع وهو التزام يدعو مصر دائماً إلى الاستمرار في الاتصال بكافة الاطراف وعلى مختلف الاصعدة. ورداً على سؤال حول تقييمه لقطاعات من الرأي العام في اسرائيل والتي بدأت تشعر بأهمية تحقيق السلام بعد ان ثبت فشل حكومة اسرائيل في تحقيق الامن للشعب الاسرائيلي، قال الباز يبدو ان قطاعات متزايدة من الرأي العام الاسرائيلي تشعر باحباط ويأس وغيبة رؤية بالنسبة للمستقبل وان هناك قطاعات اصبحت على قناعة بأنه يجب عدم اضاعة الوقت وانه لا بد من التحرك بخطوات جريئة وان مرور هذا الوقت دون تحقيق تقدم يترتب عليه ليس كما كان يقال بالحفاظ على امن اسرائيل، ولكنه يترتب على ذلك الاساءة إلى عملية السلام والامن الاسرائيلي والامن الفلسطيني. وكشف الباز النقاب عن وجود تحركات تجرى في مدريد وفي عواصم اخرى ، وان كل هذه التحركات تهدف الى عدم اضاعة الوقت وانه لا بد من استنفاد جميع الوسائل والسبل للتوصل إلى مخرج من الوضع المأساوي الحاصل حالياً. وقال ان اسرائيل ظلت تقول دائماً انها تريد ان تحقق الامن ولم ينجح لان سياسة تحقيق الامن بالطريقة الحالية لا يمكن ان تنجح الا في ظل وجود امل في السلام. وشدد على ان اياً من الطرفين لا يمكن ان يحقق أي فائدة الا اذا كان هناك تقدم يحدث في عملية السلام. وحول الدور الامريكي وما اذا كانت الولاياتالمتحدة مهتمة فعلاً بعملية السلام قال الدكتور الباز لا يمكن القطع بذلك حالياً لان الادارة الامريكية ربما كانت منشغلة بما يجري في العراق إلى جانب ان العام الجديد 2004 هو عام الانتخابات. واوضح ان الولاياتالمتحدة تتردد في التدخل بين الطرفين.. حتى يحدث تقدم بينهم، واعلن الباز ان المطلوب الان هو البدء فوراً في تنفيذ خارطة الطريق مشيراً إلى ان مميزات التفاهمات التي تلت اعلان الخريطة ومنها تفاهم جنيف والذي يعتبر اسلوباً او احد وسائل تنفيذ خريطة الطريق. واشار الى اننا لا نؤكد ان هناك أي صيغة يمكن ان تحقق تسوية دائمة الان.. ولكنها تفتح الطريق منوها الى ان عملية السلام دخلت في نفق مظلم لدرجة ان احداً لا يستطيع ان يرى النور في منتصف النفق ولا في بدايته وهو ما يجعل من الاهمية بذل الجهود وانتهاز الفرص المتاحة حالياً والتي يمكن ان تبشر بتحقيق بداية دخول في النفق. ورداً على سؤال حول معوقات الوصول لهدنة من جانب الفلسطينيين رغم الجهود المصرية المتواصلة قال الدكتور الباز ان الاخوة الفلسطينيين يبدو انهم وان كانوا يسلمون بوجوب الخروج من هذا المأزق الحالي الا ان بعض المنظمات الفلسطينية ترى انها لا تستطيع ان تتوقف عن المقاومة الا اذا كانت هناك تعهدات اسرائيلية قاطعة وواضحة وقابلة للتنفيذ وان هناك اسلوباً للتحقق من انها ستنفذ.