بتوجيهات من مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية تولي الأمانة العامة للغرفة اهتماما كبيراً بقطاع المشروعات الصغيرة و المتوسطة، و قد تم إنشاء مركز متخصص لدعم هذا القطاع و تفعيل دوره. في هذه الأيام و قد بدأت العمل كمستشاراً لهذا المركز يتساءل البعض من داخل الغرفة و من خارجها عن ماهية خطة المركز و سياساته التطويرية في السنوات القليلة القادمة، و كيف يمكن الاستفادة من إمكانات الغرفة المتعددة لتحقيق أهداف المركز و خططه المستقبلية. هذه الأسئلة و غيرها دارت في حلقة نقاش مع سعادة الأمين العام للغرفة الأستاذ ابراهيم العليان و نائبه الدكتور بسام بودي. لقد تبنى مركز تنمية المنشآت الصغيرة و المتوسطة بالغرفة سياسات تطويرية واضحة ذات رؤية إستراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى تفعيل قطاع المشروعات الصغيرة و المتوسطة بمختلف أنواعها للنهوض بعملية التنمية الحقيقية في المنطقة، من هنا فإن فريق العمل بالمركز بدأ العمل سوياً من أجل انتقاء قطاعات اقتصادية ذات مستقبل واعد في المنطقة الشرقية من خلال إجراء عملية مسح ميدانية لعدد كبير جداً من الشركات و المؤسسات الصناعية و الحرفية، حيث أن هذه القطاعات المستهدفة التي سيقدمها المركز ستساهم في عملية التنمية و التطوير لمختلف قطاعات و شرائح المجتمع، إن المركز بعد اختيار القطاعات الاقتصادية المستهدفة سيقوم بعقد ورش عمل و تنظيم مؤتمرات و دورات تدريبية بما يخدم الرؤية الاستراتيجية للمركز و يعكس استراتجيات و آليات الأمانة العامة للغرفة. إن مركز تنمية المنشآت الصغيرة و المتوسطة كخطوة أولى سيقوم في القريب العاجل و بالتحديد في 28 - 29 من ذي القعدة من هذا العام بعقد ملتقى يعتبر بحق إنجازاً نوعياً و متميزاً سيعود الفضل فيه إلى سياسة الغرفة المتبصرة لما تتمتع به من رؤية واعية تجيد تحليل المعطيات و منطق الأمور ، إن طبيعة و عنوان الملتقى " المنشآت الصغيرة و المتوسطة : تطبيق واقعي لمفهوم العمل الحر" يصب في إطار أهداف المركز و مهامه. و من المتوقع أن يشهد هذا الملتقى بما يحتويه من محاور و أوراق علمية و ندوات و محاضرات عامة تفاعلاً و مشاركات نوعية متميزة تسهم في مد جسور الترابط بين المتخصصين و الباحثين على الصعيدين الداخلي و الخارجي و كذلك سوف تمهد الطريق لتصميم و هندسة عدد من البرامج التي يمكن الاستفادة منها لدعم هذا القطاع بالتعاون مع الجهات المشاركة في هذا المؤتمر كما سيكون لهذا الملتقى - و بمشيئة الله تعالى - آثاراً ملموسة و نتائج سباقة في إثارة الوعي لدى فئة غالية علينا كثيراً هي فئة الشباب و الشابات من أجل الانخراط و المبادرة بإقامة مشاريع استثمارية صغيرة تتسم بالإبداع و التطوير، فالملتقى سيتضمن ثلاث محاور رئيسة يسبقها في مساء اليوم الأول محاضرة عامة من المرشح أن تكون لفضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة بعنوان دعوة للعمل الحر ، سوف يتم التركيز فيها إلى أهمية العمل الحر في التجارة و الصناعة و الزراعة و مردوده الإيجابي في خلق فرص عمل جديدة للشباب و الشابات السعوديين بعيداً عن الوظائف الحكومية التي أصبحت في أيامنا هذه بعيدة المنال. كما سيتم الحديث في المحاضرة عن فوائد العمل الحر و الفرص الاستثمارية المتاحة التي يمكن توجيه الشباب و الشابات إليها ، أما المحاور الثلاثة التي سيتضمنها الملتقى فهي تتعلق بخصائص و صفات أصحاب المشروعات الصغيرة و الوسائل العلمية المبتكرة في إكتشاف المبادرين الواعدين. كما سيحتوي الملتقى على بعض التجارب الناجحة لأشخاص إنخرطوا بالفعل في عالم العمل الحر ليقدموا ما لديهم من تجارب و خبرات في هذا المجال للاستفادة منها و العمل على استيعابها. و في ختام فعاليات الملتقى هناك ندوة ذات طبيعة خاصة تضم نخبة من الأكاديميين و المتخصصين للحديث عن الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع المشروعات الصغيرة و المتوسطة و التي تتصف بميزة تنافسية تتمتع بها المنطقة الشرقية. بهذا الملتقي الذي ننتهز الفرصة هنا لدعوة الجميع للمشاركة فيه و حضور فعالياته نأمل أن نكون قد فتحنا أفاقاً جديدة و ساهمنا في إثارة الوعي في مجتمعنا بشكل أكثر واقعية و أبعد ما يكون عن الشعارات و العبارات الشكلية . * أستاذ الإدارة المالية المشارك بجامعة الملك فيصل ومستشار مركز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية