يقال ان الأستراليين هم أشد شعوب الأرض ولعا بالقمار.. وينفق الشاب العادي ألف دولار أسترالي (650 دولارا أمريكيا) سنويا على القمار وهو ما يزيد على ضعف ما ينفقه نظيره الأمريكي الذي يأتي في المركز الثاني من حيث الولع بالقمار.. ويقال أن أعداد الفائزين في أستراليا تفوق نظيرها في أي مكان آخر في أركان المعمورة الأربع. وكما تنهمر الأموال كالمطر على آلات البوكر وأوراق اليانصيب فإنها تنهمر كذلك على سعيد الحظ إلا أن سعيد الحظ هذا لا يحصل على القدر الكافي من النصح بشأن كيفية تعامله مع الثروة التي هبطت عليه. ففي بريطانيا - على سبيل المثال حيث صار اليانصيب القومي هوسا قوميا يتلقى الفائزون نصحا مجانيا وشاملا بشأن كيفية التعامل مع الثروة الطائلة الطارئة بينما في أستراليا يتخبط الفائزون على غير هدى. وقد يفضي الفوز أحيانا إلى كارثة. وحدث في عام 1960 أن أسرة من سيدني فازت بمبلغ كبير من المال في يانصيب اوبراهاوس لوتيري اختطف ابنها البالغ من العمر ثماني سنوات ثم قتل على يد رجل أراد أن يكون له نصيب من الجائزة. وزوجان أرادا أن يحجبا هويتهما وجدا اسميهما في بعض الصحف.. وآخرون عجزوا ببساطة عن التعامل مع الواقع الجديد. يقول ديفيد مورافيتز وهو طبيب نفسي في ملبورن عالج بعض الفائزين أن ردود فعل الناس تتفاوت إزاء هذه الحالة لكنه يعتقد أن الفائزين الفقراء أصلا هم الذين يعانون أكثر. وصرح لمجلة جود ويك اند قائلا عندما يكون المرء معدما فإنه على الأرجح يعتقد أن المال سيحل له كافة مشاكله.. وثمة أدلة متداولة في أستراليا توحي بأن الفائزين بمبالغ أقل يستفيدون أكثر من الفائزين بمبالغ ضخمة. وقد أثبتت التجربة أن الذين لا يغيرون مظهرهم الخارجي كثيرا هم الأسعد. ثمة امرأة من سيدني فازت بمبلغ يربو على المليون دولار ومع هذا لم تتخل عن وظيفتها المملة ولم تغير سكنها في الحي العمالي الذي تقطنه اشترت سيارة أحدث من سيارتها لكنها حرصت على أن تكون من نفس اللون حتى لا يلاحظ أصدقاؤها ما حدث من تغيير. فازت ماكسين كوب وهي من إحدى طوائف الهيبز التي تعيش في الريف الاسترالي بيانصيب بقيمة مليون دولار لكنها اكتفت بإجراء تعديلات طفيفة على أسلوب حياتها. وتقول لدي دجاجي واستمتع بالنظر إلى النهر إن البيئة هنا أفضل لي صحيا فضلا عن أن لدي مياه نقية.. إنني سعيدة تماما.. لقد وفر لها المال السخان الذي يعمل بالطاقة الشمسية ومحركا يعمل بطاقة الرياح