@@ بعض الكلمات تبقى حية يقظة وخازة.. دامية تشكني في عيني وفي بدني وفي اطراف اصابعي فأحاول ان اصحو حيا قليلا.. وانفض عن وجهي الغبار والتراب ولا البث طويلا حتى اعود الى ذلك الموت القديم فلا يبقى شيء لي ولا شيء لكم.. ولعل عزائي الوحيد انني مازلت حتى من تحت التراب اخرج انفي لأشم رائحة اللحم المحروق.. لحم الفقراء فأتبين الحد الفاصل بين ماينبغي ان يقال ومالا يقال.. وبين ماينبغي ان ارى.. ومالا ارى..!! @@ وقد اتضح لي في هذا الامر وفي امور اخرى ان هناك من يكذب.. ومن يدلس ومن ينافق ومن يسمل عينيه ويدس انفه في الطين.. ومن يحاول ايضا ان يقول الحقيقة بين وبين فتضيع كل الحقائق بين هذه وتلك وهنا يكون الصمت ايضا خياريا ثابتا افضل من كل الكلام.. @@ فالناس بكل تأكيد لايريدون من يحدثهم بنصف لسان.. وبنصف الحقيقة.. وبنصف الصدق.. والا اصبحنا قوما بنصف وجه قوما منصفين نرى بعين واحدة محاسننا فنفتن بها ونغمض العين الاخرى عن مثالبنا فتزداد اخطاؤنا وتضخم عيوبنا ويتسلل العطب والخلل والبلادة والخمول والاستكانة في مجتمعاتنا.. وفي هذه الحالة تنعدم كل مقاييس العدالة والانصاف.. فالسارق يسرق ولا نقول له حرامي والمرتشي يرتشي فنرى انه شاطر.. @@ واحدى علامات العصر البائس انه لابد من تواجد هذه الفئات فيه ولا يخلو المجتمع متحضرا او متخلفا من هؤلاء المرتشين. @@ والذي لايستطيع ان يرتشي ويسرق اليوم لن يتمكن من السرقة غدا. او كما قال احد القادة العرب قبل ان يرحل بقليل الذي لم يصبح غنيا في عهدي لايمكن ان يصبح غنيا بعدي ولكن قوله المأثور هذا لم يكن صحيحا فقد استمرت السرقة والنهب والرشوة في حياته وبعد مماته وازداد الاثرياء ثراء وازداد الفقراء فقرا وازداد المنافقون نفاقا والمرتزقة والمنتفعون انتفاعا وبقينا نحن في كل مجتمعاتنا العربية اكثر صمتا وتلك بعض شيمنا ياعرب.