أولا: اتقدم بالشكر الجزيل لرئيس تحرير هذه الجريدة الرائعة الأستاذ محمد الوعيل على اتاحة الفرصة لي ولجميع القراء على لاثارة ومناقشة قضايا المجتمع والعمل على إيجاد الحلول ولا أنسى أن أشكر جميع زملائه القائمين على هذه الجريدة كما لا أنسى أن أشكره على الملاحظات القيمة التي تضمنها الرد الموجه إلي في بريد هذه الصفحة وسآخذها بعين الاعتبار وله الشكر مرة أخرى . ثانياً : في هذه الجريدة وفي العدد (10998) في 26 جمادى الأولى 1424ه تطرقت من واقع خبرتي كباحث اجتماعي إلى أسباب وعوامل لها دور في انحراف الأحداث وسوف نتطرق في السطور القادمة إلى بعض الحلول والتي قد تساعد في الحد من انحراف الأحداث ومنها : أ الوعي الأسري وهو إلمام الأب بكل ما يخص ابنه الحدث تربوياً وفكرياً واجتماعيا وأن يكون الوالدان قدوة حسنة لأبنائهما في تصرفاتهما اليومية والعمل على النصح والإرشاد بالحكمة والموعظة الحسنة وحث الأبناء على الصدق بترهيبهم من الكذب وترغيبهم في الأمانة وترهيبهم من السرقة وتنشئتهم على الجد والرجولة وابعادهم عن مظاهر الانحلال وملاحظتهم باستمرار وتقويم اخطائهم ومشاركة الابن في اختيار قراره ومدى مناسبتها عمرياً وسلوكياً والعمل على زرع الثقة في نفسه وتبصيره بأهميته في اسرته ومجتمعه. ب المدرسة ولاشك أن هذه المؤسسة التربوية تلعب دوراً في إثراء عقول ابنائنا بكل ما هو مفيد وصالح ولعلنا نخص المعلم كونه أحد أركان العملية التعليمية في ترسيخ القيم والمبادىء الإسلامية في عقول طلابه وأن يكون المعلم قدوة حسنة لطلابه سواء داخل المدرسة أو خارجها حيث أن المعلم له تأثير مباشر في تربيتهم بعد الوالدين كما يجب على المرشد الطلابي إيجاد الحلول للمشكلات الاجتماعية التي تعترض الطلاب وهي في مهدها حتى لا تتطور وتصبح مشكلة من الصعوبة السيطرة عليها ما ينعكس سلباً على الحدث . ج المراكز والأندية الرياضية حيث أن الأندية الرياضية والثقافية والاجتماعية تعتني بالنشء لاستثمار فراغهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة خاصة في العطل الصيفية والتي تفتح فيها العديد من المراكز الصيفية والتي لها الأثر الكبير في إثراء أوقات فراغهم وأن يكون ذلك تحت إشراف أساتذة ومشرفين وأن يكون هناك تواصل مع أسرهم وأن لا تتسم بالعشوائية والارتجالية وأن تكون تحت تخطيط مسبق حتى يخرج الحدث باشياء تعود عليه بالنفع والفائدة المرجوة . د المسجد يلعب دوراً هاماً في اثراء الوعي عند النشء في أداء الصلوات المفروضة واستغلال وقت الفراغ باقامة المحاضرات الدينية وإقامة حلقات القرآن وتحفيظه والاستفادة من مكتبته العلمية وكذلك الرحلات التي يقيمها وتشرف عليها جماعة المسجد فيجب أن يكون المسجد مكملاً لدور الأسرة وكذلك المدرسة في حث النشء على طاعة الله سبحانه ثم طاعة الوالدين وتبصيرهم بخطورة تيارات الفكر الغربي الذي أصبح ينهش تماسك الأمة الإسلامية من كل صوب . ه الأعلام حيث أنه بكل وسائله المرئي والمقروء أو المسموع له تأثير مباشر على النشء فيجب أن يكون هناك متابعة من الوالدين لابنائهما في متابعة البرامج حيث أن الابن يكتسب الصفة الحميدة ويتأثر بها وكذلك يتأثر بالصفة الذميمة والمخالفة للعقيدة حتى أنه في هذا العمر يتقبل أي شيء ويحاول أن يقلده . وهذا جزء من الحلول المقترحة وهناك العديد من الحلول الأخرى التي لا يتسع المجال لذكرها حيث انها تحتاج إلى كتب ومجلدات . وختاماً نأمل أن نكون قد وفقنا في هذا الطرح واستعراض بعض الحلول التي يكون لها مردود إيجابي في تربية النشء بمشيئة الله سبحانه وتعالى قال الشاعر : قد ينفع الاصلاح والتهذيب في عهد الصغر والنشء ان اهملته طفلاً تعثر في الكبر والله ولي التوفيق دحام بن عشيان الشمري الدمام الباحث الاجتماعي