القى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية الليلة قبل الماضية محاضرة بعنوان (واجب الشباب تجاه وحدة الامة الاسلامية) وذلك ضمن النشاط العلمي والثقافي لجائزة نايف بن عبدالعزيز ال سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الاسلامية المعاصرة بالصالة الثقافية بمدينة الامير محمد بن عبدالعزيز الرياضية. وقد استهل سماحة المفتي العام المحاضرة مؤكدا على دور الشباب في بناء المجتمع المسلم واثرهم في بناء المجتمع وصلاحه واستقامته ونبه الاباء على اهمية تربية الشباب والعناية بهم. وقال سماحته ان الشباب دعامة الامة، وصلاحهم سبب في نهوض الامة وعلو شأنها ومتى انحرف الشاب عن الطريق المستقيم فهو سبب لعقوق أمته وذلها وهوانها.. اذا فالعناية بتربية النشء والاهتمام بهم امر مطلوب ومسئولية يتحملها كل فرد منها... موضحا سماحته ان امة الاسلام تحتاج الى حكمة الشيوخ وبعد نظرهم وثاقب رأيهم الا انها ايضا في امس الحاجة الى قوة الشباب وعزيمتهم فاذا حصل المجتمع على حكمة الشيوخ ورأيهم وقوة الشباب وعزيمتهم فان الامة بتوفيق الله عز وجل تسير على نهج مستقيم يشد بعضها بعضا. وبين سماحته ان الشريعة الاسلامية اعتنت بالشباب المسلم ايما عناية فهناك الدعوة الى اختيار الزوجة الصالحة ذات الدين, وهناك الدعوة الالهية الى العناية بالشباب وتربيتهم وتوجيههم في كتاب الله وسنة نبيه. وامتدح سماحته الشباب المسلم الذي تعلق عليه امته آمالها والذي نشأ معظما لشرائع الله عز وجل محبا وملازما فرائضه وواجباته الاسلامية محافظا على جيرانه وتعاملاته مع زملائه بالصدق والامانة مخالفا لمقتضيات الهوى والنفس الامارة بالسوء وعصى الشيطان واطاع ربه. واهاب سماحته بالعناية بتربية الابناء وتعليمهم من الآباء والامهات والاهتمام بهم لينشأ الشاب معظما لحرمات الله والاقتداء بوالديه في صدق الحديث والوفاء بالوعود واداء الامانة وينشأ الشاب على الخلق الكريم والعمل الطيب بارا بوالديه محسنا لهما مبتعدا عن مشابهة الجاهلية الاولى وضلالها. ونبه سماحة المفتي بالنهي عن تقسيم المجتمع الى فصائل واحزاب وطوائف بقوله ان من المصائب والبلايا ان يقسم المجتمع المسلم الى احزاب وطوائف والى فرق شتى.. والله جل وعلا امرنا ان نكون امة واحدة.. وبتقسيم المجتمع المسلم يصبح كل يتعصب لرأيه ويتحزب لحزبه فيكون خضوع للاراء والاهواء والبغي والظلم. وحث سماحة المفتى العام في محاضرته الى اصلاح واستثمار شباب الاسلام والسعي في اصلاحهم وتوجيههم والاصغاء لهم وتحسس مشاكلهم وهمومهم واصلاح اوضاعهم وان اخطأوا. ونبه لتكالب اعداء الأمة وحرصهم على فساد القلوب والاعمال موضحا ان اعداء الامة ينفذون الى المجتمعات باختراق شباب الاسلام لتدمير الكيان الاسلامي, وفي ختام المحاضرة نصح سماحة المفتي شباب الاسلام بالاقتداء بأهل العمل والفضل والاستفادة من علمهم ورأيهم محذرا من المخالفة للشرع في الامور كلها لقوله تعالى (ومن يشاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا).