يأمل الاردن واسرائيل والسلطة الفلسطينية ان يحصلوا على دعم المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي، من اجل معالجة مشكلة التراجع السريع لمستوى هذا البحر، الاكثر انخفاضا في العالم. وفي الاعوام الثلاثة الاخيرة، انخفض مستوى البحر الميت بمعدل ثلاثة امتار وبات حجم مياهه اليوم اقل من ثلث ما كان عليه عام 1960، وذلك بشكل رئيسي بسبب استخدام مياه نهر الاردن الذي يغذيه لغرض الري، بحسب خبراء. فالبحر الميت الذي يجتذب عددا كبيرا من السياح يقصدونه للاستحمام في مياهه الغنية بالاملاح التي تشكل ايضا مصدرا بارزا لاستخراج البوتاس، مهدد بالزوال في غضون خمسين عاما. وقال وزير الري الاردني حازم ناصر ان هذه البحيرة مهددة بكارثة. ولمواجهة هذا الخطر، سيقدم المسؤولون الاردنيون والفلسطينيون والاسرائيليون الى المنتدى الاقتصادي العالمي، مشروع قناة تربط بين البحرين الميت والاحمر. غير ان وزير المياه الاردني شدد على ان تنفيذ هذا المشروع يتطلب عددا كبيرا من الدراسات والتحضيرات وامكانات مادية كبيرة، مشيرا الى تحضير دراسة جدوى للمشروع. وكان البنك الدولي اجرى عام 1997 دراسة جدوى للمشروع الذي يقدر الخبراء كلفته الاجمالية ب 1.5 مليار دولار. وقال استاذ الجيولوجيا في جامعة الاردن الياس سلامة لوكالة (فرانس برس) ان مستوى البحر الميت بات اليوم 415 مترا دون البحر، إن مستواه لا يزال يتدنى لأن الدول المشاطئة اي الاردن واسرائيل (وفلسطين غدا) تستخدم حجما كبيرا من الموارد المائية التي تغذي البحر. وقال ان مصير البحر الميت واضح: انه سيجف ويتحول الى بركة صغيرة والامل الوحيد بانقاذه هو في ضخ المياه فيه من البحر الاحمر او المتوسط. وكان الاردن قدم مشروع انشاء قناة بين البحرين الميت والاحمر خلال قمة الارض في جوهانسبورغ عام 2002. غير انه تعرض للانتقاد من العديد من الدول العربية التي ترفض التعامل مع اسرائيل. ويتمثل المشروع في المرحلة الاولى في ربط البحرين الميت والاحمر عبر قنوات مائية تمتد على طول 180 كيلومترا ثم بناء مصانع لتحلية المياه البحر الاحمر وانتاج الكهرباء. وسيتم نقل هذه المياه بعد ذلك الى عمان والخليل (الضفة الغربية) والقدس. ودعا سلامة الى التسريع في تطبيق المشروع لان الوقت ينفذ. وقال :بناء القناة يتطلب سبعة الى عشرة اعوام والى ذلك الحين، فان مستوى البحر الميت سينخفض الى ثمانية امتار اضافية الامر الذي يشكل كارثة بالنسبة للسواحل والمناطق المجاورة والمياه الجوفية.