الهدهد طائر صغير الحجم ضعيف الحركة يبدو وكأنه ملك على عرش مملكة الطيور عندما يتجلي بمظهرة الأنيق وبتاجه الملكي الذي حباه الله عز وجل به فوق رأسه وحينما نرى هذا الطائر الجميل تتبادر إلى أذهاننا تلك القصة الجميلة التي قصها لنا القرآن الكريم في سورة النمل عن ذلك الهدهد الذي كان تحت إمرة نبينا سليمان عليه السلام ذات يوم يتفقد نبينا سليمان عليه السلام الطير فلا يجد الهدهد فيتوعده بالذبح أو التعذيب أو أن يأتي بعد هذا الغياب بخبر عظيم وهام يكون مبرراً لتأخيره وغيابه ويرجع الهدهد ويفطن إلى غضب النبي سليمان عليه السلام ثم يفاجئ الجميع بخبر ملكة سبأ ( اليمن) قبل أن يسأله نبينا سليمان عن مكانه وسبب تأخيره وكأن هذا الطائر الضعيف يعلم العقاب الذي ينتظره ولكن في نفس الوقت هو واثق في عدل نبينا سليمان عليه السلام ثم يتوالى القصص في تنسيق بديع إلى كلام الهدهد الذي يصف أهل سبأ وملكتهم بالضلال والكفر واتباع الشيطان " وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون" وسبحان الله العظيم أن يعلم هذا الطائر حقيقة الإيمان ويجهلها بنو البشر ذوو العقول والأبصار بل ويستنكر عليهم جهلهم وضلالهم وكفرهم ويا للعجب حينما نرى هذا الهدهد رغم ضعف قوته وقلة حيلته يساهم في نشر رسالة التوحيد مع نبي الله سليمان عليه السلام. ولنتذكر قول الله تعالى "وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم". ولنعلم أن العزة في اتباع كلام الله وتنفيذ أوامره وأن الخسران والضلال في اتباع الشيطان والبعد عن الله.. محمد المرسي شعبان المرسي