غادر وزير الخارجية الامريكي كولن باول بلاده امس في مستهل جولة استمرت اربعة ايام زار خلالها اليابانوالصينوكوريا الجنوبية فيما يحدوه الامل لحشد اجماع يصعب التوصل اليه بشأن كيفية انهاء برنامج الاسلحة النووية المشتبه فيه لكوريا الشمالية. ومن المحتمل ان تهيمن الخلافات على تلك الزيارة التي تأتي قبيل تسلم الرئيس الكوري الجنوبي نوه مو هيون مهام منصبه رسميا يوم الثلاثاء بشأن كيفية التعامل مع الازمة النووية بشبه الجزيرة الكورية والتي كانت احدى الجبهات السابقة للحرب الباردة. وتسعى الولاياتالمتحدة دون نجاح واضح في اقناع المنطقة ولا سيما الصين بالضغط على كوريا الشمالية للتخلي عن برنامجها المشتبه فيه للاسلحة النووية. وقال مسؤول امريكي بارز: قالت روسياوالصين في بيانات انهما ترغبان في انهاء هذه المشكلة وسيكون من الافضل ان تقوم الولاياتالمتحدة بإنهائها واضاف: نريد ان نوضح انها لا تزال مشكلة دولية خطيرة ويستهل باول جولته بزيارة اليابان حيث يصل الى طوكيو اليوم السبت ليلتقي بوزير الخارجية الياباني يوريكو كاواجوتشي ومسئولين آخرين قبل ان يتوجه الى بكين بعد غد الاحد. ومن المتوقع ان يلتقي الرئيس الصيني جيانج تسه مين وخليفته المرتقب هو جينتاو ووزير الخارجية تانج جيا شيوان. ويختتم باول جولته بزيارة كوريا الجنوبية قبيل تسلم الرئيس الكوري الجنوبي الجديد منصبه رسميا. ويقول احد المسؤولين الامريكيين ان واشنطن تدرك ان نوه بحاجة الى الوقت لتشكيل حكومته وتقرير سياسته وقال ان باول لا ينوي ان يحثه على اي موقف خاص وتتناول الرحلة ايضا المساعي الامريكية في اتجاه حرب محتملة على العراق وهو امر ترفضه الصين محتجة بانه ينبغي منح مفتشي الاسلحة الدوليين مزيدا من الوقت للبحث عن اسلحة الدمار الشامل المشتبه فيها في العراق. وتعد زيارة باول لبكين اصعب مرحلة في الرحلة. ويريد المسؤولون الامريكيون ان تكون الصين اكثر صرامة في حث كوريا الشمالية على التخلي عن طموحاتها النووية. ويقول المحللون ان الامر قد يستغرق بعض الوقت قبل ان تقرر الصين فرض عقوبات اقتصادية على كوريا الشمالية التي تشترك معها بكين في حدود طويلة ولا ترغب في ان يكتسحها اللاجئون. وقال جويل ويت من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: انهم لا يريدون اسلحة نووية بشبه الجزيرة الكورية ، ولا يريدون من جهة اخرى زعزعة استقرار المنطقة ولذا فهم يعتقدون انه ينبغي للولايات المتحدة ان تتفاوض مع كوريا الشمالية. واضاف: لا ارى انهم سيتوجهون للضغط على كوريا الشمالية دون استنزاف كافة الاحتمالات الدبلوماسية والتي اعني بها الحوار بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية. من جهة اخرى اعلنت مصادر اميركية في سيول ان آلاف الجنود الاميركيين بدأوا امس مناورات قرب الحدود بين الكوريتين تهدف الى اختبار قدراتهم الدفاعية في حال تعرضهم لهجوم كوري شمالي ، وتستمر هذه المناورات حتى العاشر من مارس قرب المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين منذ انتهاء الحرب في 1953.