رعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس المجلس الاعلى للاعلام مساء أمس حفل افتتاح المنتدى الاعلامي السنوي الاول للجمعية السعودية للاعلام والاتصال بجامعة الملك سعود تحت عنوان (الاعلام السعودى .. سمات الواقع واتجاهات المستقبل) وذلك بقاعة الشيخ حمد الجاسر في جامعة الملك سعود بالدرعية.وكان في استقبال سموه بمقر المدينة الجامعية صاحب السمو الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن ال سعود محافظ الدرعية وصاحب السمو الأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد ومعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ومدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن محمد الفيصل ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات واعضاء مجلس الجامعة واعضاء مجلس الجمعية السعودية للاعلام والاتصال. ولدى وصول سموه بدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم القى مدير جامعة الملك سعود كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الرئيس الفخرى للجمعية السعودية للاعلام والاتصال نوه فيها بزيارة سمو الأمير نايف ودوره في تطوير الاعلام السعودي. وتطرق لدور الجامعة في الاعلام تدريسا وتدريبا ومعايشة وتحدث عن الجمعيات العلمية في جامعة الملك سعود ودورها في اثراء الحركة العلمية والفكرية والثقافية في المملكة مبينا ان الجامعة بدأت في انشاء الجمعيات عام 1395. ثم ألقى رئيس مجلس ادارة الجمعية السعودية للاعلام والاتصال الدكتور علي بن شويل العنزى كلمة رحب فيها بسمو وزير الداخلية والحضور. واوضح أن تأسيس الجمعية السعودية للاعلام والاتصال جاء تلبية لرغبة اقسام الاعلام الاكاديمية بالمملكة مبينا ان الجمعية ليست جهازا تنفيذيا في الاعلام وليست مؤسسة تنظيمية تشرع للاعلام ولكنها هيئة تؤسس لفكر اعلامي مستنير ورؤية منهجية واضحة لافتا النظر الى ان الجمعية تسعى الى تأصيل ممارسات اعلامية وطنية مبنية على معارف علمية ومهارات مهنية متقدمة. وقال: ان هذا المنتدى ينطلق من فرضية اساسية هي ان اعلامنا السعودي خطى خطوات ايجابية في العقود الماضية وقد واكب الكثير من التحديات التى واجهته في الماضي. واضاف: لقد حان الوقت لان يكون للاعلام السعودي انطلاقة في المضمون والهيكلة والتوجهات انطلاقة في المضمون الذى يرتقى الى صناعة احترافية وانطلاقة في الهيكلة لمواكبة مرحلة جديدة من التفكير الاعلامي المتخصص في الحاجة الى اعادة بناء لمؤسساتنا الاعلامية وانطلاقة في التوجهات ليصبح اعلامنا مبادرة لا ردة فعل واعلام حرية منضبطة لا اعلام رسميات مقيدة. وافاد الدكتور العنزي انه يوجد بالجمعية اعضاء من مختلف مناطق المملكة ومن كل الجامعات السعودية وينتسب اليها ستة وسبعون عضوا من حملة الدكتوراة من خريجى جامعات المملكة وافضل الجامعات العربية والعالمية اضافة الى عدد من حاملى الماجستير والدبلومات العليا من داخل المملكة وخارجها. بعد ذلك القيت كلمة المشاركين في المنتدى الاعلامي الاول للجمعية السعودية للاعلام والاتصال القاها بالانابة عنهم الدكتور عبدالرحمن العناد. وقال ان الاعلام هو علم له أصوله وقواعده وأسسه اذ هو صناعة احترافية تتطلب مهارات فائقة لافتا النظر الى أن الاعلام المحلي يحتاج الى المتخصصين في الاعلام من خلال تدريبهم وتأهيلهم داخل المملكة وخارجها عن طريق اسهام القطاعات المختلفة في ذلك. واوضح أن المنتدى يعقد في هذه الفترة التى تواجه فيها المملكة تحديات عديدة ليس أقلها الحملة الاعلامية الشرسة التى تشنها بعض وسائل الاعلام الغربية مبينا ان هذه الوسائل الاعلامية يتعالى صراخها كلما أكدت الايام أن المملكة قافلة تسير بأهلها مواطنين ومسئولين ولا تعبأ بغير الحق. واقترح ان تكون هناك نقلة نوعية تطال جميع المؤسسات الاعلامية في بلادنا وتزيل الصعوبات وتنقل اعلام الوطن صوتا وصورة حرفا وكلمة ليكون في مستوى الطموحات والاهداف النبيلة التى يعمل من أجلها. والقى رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك كلمة المؤسسات الممولة للمنتدى أبرز فيه اهتمام حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بوسائل الاعلام السعودية وحرصها على ان تتبوأ دائما المكانة التى تليق بها. وأكد ان الاعلام السعودى يسعى لان يكون سباقا في نشر الخبر وفي التواجد في قلب الحدث وفي منافسة غيره على ما يعزز اهتمام ومتابعة الناس له ويقوم بأداء رسالته هذه ضمن الضوابط الاخلاقية بما ينسجم مع توجهات الامة ومعتقداتها الدينية وتقاليدها الاجتماعية. وثمن لسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز حرصه ودعمه الدائم وحثه لجميع الصحف على تقديم المزيد من الجهد والكثير من العمل الذي يجعل من الصحافة السعودية منبر خير ترتقى بما تنشره وتسبق به غيرها في المنافسة وبتفوق كبير.. ونوه بالجهد الشخصى الذى بذله سموه بصفته رئيس المجلس الاعلى للاعلام من أجل تطوير الكلمة المقرؤة وتنظيمها وطمأنة الناس على سلامة الاجراءات المتبعة من أجلها وتحقيق الحد الاعلى من الضمانات للعاملين فيها، اذ تم في أقل من ثلاث سنوات ومن مظلة المجلس الاعلى للاعلام برئاسة سموه وتوجيهاته ومتابعته صدور مجموعة من الانظمة والقرارات واللوائح التى تنظم العمل الاعلامي في المملكة ومنها نظام المطبوعات والنشر ونظام المؤسسات الصحفية ونظام حماية حقوق المؤلف ونظام هيئة الصحفيين السعوديين الى جانب دور سموه في انشاء الجمعية السعودية للاعلام والاتصال مؤخرا.وبين أن من أهم ما يميز صحافة المملكة خلال السنوات القليلة الماضية أنها تتمتع بهامش كبير من حرية التعبير مقارنة بصحف عربية شقيقة أخرى. بعد ذلك القى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس المجلس الاعلى للاعلام الرئيس الفخرى للجمعية السعودية للاعلام والاتصال كلمة جاء فيها: يسعدني أن التقى جمعكم المبارك بمناسبة انعقاد اللقاء السنوي الاول للجمعية السعودية لعلوم الاعلام والاتصال.. ومع اطلالة هذا العام الهجرى الجديد الذى نسأل الله العلى القدير أن يجعله عام خير وبركة على هذه البلاد قيادة وشعبا وعلى أمتينا العربية والاسلامية وكل محب للسلام والوئام في العالم أجمع. أيها الاخوة.. ان هذا اللقاء الذى يكتسب أهميته من أهمية موضوعه وأبعاده في ظل الترابط بين الاعلام والعديد من أوجه النشاطات الاخرى في المجتمع مؤثرا فيها ومتأثرا بها متفاعلا معها وفي الحقيقة لم تعد أهمية الاعلام ودوره في مواجهة التحديات وتكوين الفكر والمعرفة والتوجهات محل سؤال.. السؤال هو في الواقع يكمن في توافر المقدرة على استثمار وسائل الاتصال كافة لحماية هوية المجتمع وقيمه من جانب ومن جانب آخر تحقيق أهداف التكوين والمواقف لما فيه مصلحة الامة في الداخل والخارج وتدركون أن الاشكالية المعاصرة هى أن الآخر يملك الامكانيات والقدرة على اغراق الامم الاقل حظا في ساحة التمكن التقنى والمعرفي الاعلامي اغراقا بالمعلومات والسيطرة الاعلامية الى درجة الاحتكار وهو احتكار باتت في ظل هيمنته الدول الاخرى لا تجد متنفسا أو مخرجا لتقول كلمتها أو تعبر عن وجهة نظرها أو تعرض قضاياها عرضا عادلا أو تدافع عن نفسها في ظل نقص معرفي ومهنى واضح وجعلنا أمام نتيجة حتمية وهى السيطرة الاتصالية التى مكنت من انتشار ثقافة القطب الواحد على حساب ثقافة المجتمعات الاخرى رغم ثرائها وتنوعها وقيمها لتكوين الهوية الثقافية والكيان الخاص والتراث المتميز لكل دولة ولكل أمة في ظل هذا المناخ الفكري مهددة بالتشتت والضياع. أيها الاخوة.. ان للاعلام والاتصال في ظل تحديات الآخر والتطلعات التى تزداد نحو الافضل أهمية بالغة تكمن فيما ينبغى أن يقوم به من دور فاعل في بناء رأى عام مستنير وقدرته على تغيير المواقف والاتجاهات وبنائها على نحو يتوافق مع متطلبات الامة ومستجدات العصر وتعلمون أن الاعلام قد انتقل من دور ناقل للمعلومات والانباء وكافة الاحداث والفعاليات الداخلية والخارجية الى دور التطوير والتنمية والتوجيه والدفاع عن الامة وابراز مواقفها ومواجهة خصومها وتعميق أواصرها مع الامم والمجتمعات الاخرى وبناء صورتنا الايجابية لدى الآخرين وتعزيز حضورها على كافة الاصعدة وفي مختلف المجالات مع الاخذ في الاعتبار الفروق الرئيسية لهذا الدور تبعا لطبيعة كل مجتمع واحتياجاته الاعلامية. ومع التطور الملحوظ في تقنيات الاعلام وأدواته واستخداماته للعديد من المجالات الا أنه لم يواكب ذلك التطور في العديد من الدول تقدم مجالات البحث والتطوير لترشيد هذه التقنيات واستيعابها وتطويعها في خدمة الصالح العام مما أوجد تباينا بين ما يمكن أن يؤديه الاعلام في المجالات المختلفة والطرق الافضل لهذا الاداء.وبين واقع الممارسة التى تفتقر في كثير من الاحيان الى السند العلمى السليم والمرجعية التى تحكم وترشد الفعل الاعلامي في واقعنا المعاصر ولذا فاننا نتطلع بأمل أكبر لما يمكن أن تقوم به الجمعية السعودية للاعلام والاتصال من دور في هذا الجانب المهم في العملية الاعلامية لتكون بإذن الله رافد خير للفكر الاعلامي وسندا قويا لمواقع العمل الاعلامي في هذا الوطن من خلال تواصلها مع مؤسساته وتفاعلها مع ما يستجد في صناعة الفكر والوسيلة الاعلامية مسترشدة في سبيل بلوغ هذه الغايات السامية بمثل وقيم وأخلاقيات هذا المجتمع المسلم ومنطوق السياسة الاعلامية السعودية في مجالاتها الوطنية والعربية والاسلامية والعالمية بحيث تكون هذه الجمعية أداة من أدوات التواصل مع المجتمع وهيئاته المختلفة في اطار مهماتها وأهدافها التى أنشئت من أجلها مستفيدة من انتمائها لهذا الصرح العلمى الشامخ جامعة الملك سعود واتصالها مع مثيلاتها من الجمعيات على اختلاف مواقعها ومناهجها. وختاما أشكر للقائمين على هذا اللقاء اتاحة الفرصة لنا للالتقاء بهذا الجمع المبارك وأشكر أيضا لكل من أسهم في انجاح أعمال هذا الملتقى سائلا الله القدير أن يجعل لهذا الجهد الاعلامي أهدافه المرجوة وبلوغ غاياته السامية انه ولى ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وفي الختام عقد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية لقاء مفتوحا مع اعضاء الجمعية السعودية للاعلام والمفكرين والمثقفين والاعلاميين ومنسوبى الجامعة والحضور. اثر ذلك سلم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز درع الجمعية للجهات الممولة للمنتدى وهما مؤسسة الجزيرة الصحفية وشركة أرامكو السعودية. بعدها تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة من معالي وزير التعليم العالي ثم غادر سموه الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم. حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز مستشار سمو وزير الداخلية واصحاب السمو الامراء والمعالي الوزراء وعدد من السفراء المعتمدين لدى المملكة.