كشف البنك الدولي ان تصنيفات الدول الأشد فقرا في العالم قد انخفضت في العقد الماضي وأنها يمكن أن تستمر في التحسن ، ولكن دول منطقة جنوب الصحراء الأفريقية ساءت أوضاعها ويخشى أن تغرق في مزيد من الفقر. وفي أنحاء العالم انخفض عدد الأشخاص الذين يعيشون علي أقل من دولار واحد يوميا والذي يمثل الحد الأدنى للدول الأشد فقرا من1.292 مليار في عام 1990 إلي 1.169 مليار في عام 1999. ووفقا لمعدلات النمو الاقتصادي الحالية فان من الممكن أن ينخفض ذلك الرقم ليصل الي 809 ملايين شخص بحلول عام 2015 حسبما أفادت مؤشرات التنمية العالمية الصادرة عن البنك وذلك خلال اجتماعات الربيع التي عقدها في واشنطن. وتظهر تقديرات البنك الدولي استقرارا أو انخفاضا في تصنيفات الدول الاشد فقرا عبر كافة المناطق حتى في ظل نمو سكاني حاد في بعض الأحيان وذلك فيما عدا دول منطقة جنوب الصحراء حيث زاد هذا النمو من 241 مليون نسمة في عام 1990 الي 315 مليون نسمة في عام 1999 بل ويمكن أن يصل الى 404 ملايين نسمة في عام 2015 . ومما يذكر أن البنك الدولي يهدف لخفض نسبة الفقر في العالم الى النصف بحلول عام 2015. وقال نيكولاس شتيرن رئيس خبراء الاقتصاد في البنك الدولي "لقد أحرزت عدة دول نامية تقدما عظيما في السنوات الأخيرة لاسيما في مجال تحقيق نمو أسرع وإدارة اقتصادياتها بطريقة أفضل. وقال شتيرن النمو وحده لن يكون كافيا لخفض الفقر الي النصف بحلول عام 2015. والدول النامية بحاجة لضمان قدرة جميع الأشخاص، ولاسيما الأشخاص الفقراء ، على الوصول الي التعليم والرعاية الصحية ووضع مناخ الاستثمار في المكان الصحيح من أجل خلق الفرص وزيادة الانتاجية وتحسين حياة الناس بشكل فعلي. وقال شتيرن إن الدول الفقيرة لا يمكنها أن تحقق أهداف التنمية بمفردها. ولكنها تستطيع أن تحقق ذلك فقط إذا عمدت الدول الغنية إلى تقليص الحواجز التجارية التي تفرضها والتي تحد من قدرة الدول الفقيرة علي التصدير وزيادة نمو اقتصادياتها. وقال نأمل أن تمضى الدول الغنية قدما في تنفيذ التزاماتها الخاصة بتقديم المعونات وأن تتخذ إجراء أيضا بشأن التجارة وعلى الأخص في مجال الزراعة وذلك خلال الاجتماع القادم لمنظمة التجارة العالمية في كانسون. وأكد شتيرن أن حواجز الاستيراد التي تفرضها الدول الغنية علي الزراعة والمنسوجات تلحق الضرر بالدول الأقل تقدما بشكل خاص. وفي جنوب آسيا يمكن أن ينخفض عدد الأشخاص الذين يعيشون علي دولار واحد يوميا من 488 مليون نسمة في عام 1999 إلى 264 مليون نسمة بحلول عام 2015. بل أنه في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادىء سينخفض ذلك العدد من 279 مليون نسمة في عام 1999 إلي 80 مليون نسمة في ظل نمو دائم. وقال شتيرن ان الشعوب الغنية بحاجة إلي زيادة معونات التنمية بينما تحتاج الدول الفقيرة الى استثمار أموال أكثر من إجمالي ناتجها المحلي في مجالي الصحة والتعليم حتى تسهّل على مواطنيها المشاركة في الاقتصاديات النامية.