امس كنت اقول مسألة الحسابات والكلف لحرب خليج ثالثة او عاشرة هي الاهم لان موضوع الحرب محسوم وما يحكي فيها لا عقلاء ولا مجانين حتى والسؤال الذي يطرح نفسه على ربعنا في منطقة الحرب او حولها يكمن في المطلوب عمله في ضوء اجتهاداتنا المتواضعة وفي ضوء الخطاب الاعلامي السياسي الموجه للرأي العام الامريكي بحتمية الحرب ولا شيء غير الحرب في ضوء سيناريو الحسابات الامريكي لخارطة الطريق من الواضح جدا ان صانع سياسة الضرب ثم الدمقرطة ثم الاشباع والرفاه التي انجز منها الفصل الاول في افغانستان تتكىء هنا هذه المرة على لعبة بدائل وخيارات في مقابل ماسيتم التنصل في مقابلة من بدائل وخيارات في الخارطة الحالية وظني ان الخارطة الجديدة التي ستحل محل شبه القائمة الان من الممكن لنا ان نقول باحتمالية تدهورها على ارض الواقع فيما لو كان هناك نظام عربي فاعل بادوات اقتصادية وبرامج سياسية محددة الاهداف استراتيجيا ولان واقعنا في المنطقة للاسف مزر ومتهالك بحسابات القطري في مقابل الاقليمي اقول كل هذا خدم ساسة واشنطن في رسم سيناريو الفرصة والذي لن يتكرر مهما كانت الظروف والازمات المحيطة بمصالح امريكا في المنطقة امريكا اليوم محظوظة جدا بالبدائل التي جاءتها بابخس الاثمان في حسابات القرار السياسي والمصالحي لها في واحدة من أسخن المواقع في النظام العالمي الجديد لنكن صادقين مع انفسنا فليس هناك نظام عربي من اي شكل كان، هناك حسابات امتيازات اصبحت في معادلة البعض من العربان اثمن من قضايا المصير المشترك بل ومن الوجود العربي كهوية وكيان حرصنا على الحفاظ عليهما في عز بؤسنا وضعفنا، اليوم زعامات مدفوعة بالنرجسية لادوار الامجاد في وعي الشارع العربي المسكين الذي لاحول ولا قوة له اليوم تعلمن على رؤوس الاشهاد بمشيئة الظرف والقيم النضالية والمواقف العربية الشريفة بل وتمعن في نحر كل ماقدمه الاف الشهداء من ابناء الامة من اجل ولادة العربي البراقماتي والطليعي في نظر العم سام حتى وان كان الذل اسمه وعنوانه في الخارطة الجديدة..