الشعراء لا يموتون وان غابت أجسادهم ! يموت الشاعر ولا تموت القصيدة ! القصيدة هي حياة الشاعر ! لذلك فإن عبدالله السلوم باق بين الأحياء وإن أصبح ضمن الأموات ! قصيدة ( الأطلال ) الخالدة عرفناها قبل أن نعرف شاعرها عبدالله السلوم وستظل هذه القصيدة وأخريات معها رصيدا يعزز تواجد هذا الشاعر وإن خطفته يد المنون . رحم الله أبا عبدالرحمن .. آخر جيل الشعراء المخضرمين الذين كانوا يتعاملون مع الشعر بروح الأدب وصدق العلاقة , وتلميذ العمالقة محمد السديري وزبن بن عمير والبذال , لقد كان لعبدالله السلوم حضوره الشعري الفاعل عندما كان الطرح الاعلامي يتوخى الموضوعية ويملك القدرة على الفرز والتصنيف والانصاف وسط كوكبة من الشعراء اللامعين , وعندما انفرط عقد ( الساحة ) وأصبحت في مهب العبث , وجد السلوم وآخرون معه أن من الحكمة والنضج أن ينأوا بأنفسهم عن مثل هذه المزالق وحسنا فعلوا ليس لأن الانسحاب من الواقع المر هو افضل الحلول , وليس لأنهم سلبيون أو مهزومون , ولكن لان ( العوم ) في البرك الموحلة ليس بطولة والاستحمام بالطين ليس طهارة !! . اتجه السلوم في أواخر حياته الى شعر المداعبات والقصائد الشخصية التي يماحك بها أصدقاءه ويعبر فيها أحيانا عن ألم دفين تجاه الشعر والحياة وقد شكل مع عبدالله السياري والحميدي الحربي ثلاثيا متناغما يعكس مدى الألفة والود والصفاء بين الشعراء الأصدقاء , ولعل من المناسب هنا أن نطالب صديقيه السياري والحربي بالافراج عن هذه القصائد التي كانت عنوان مسامراتهم ومحور علاقتهم الخاصة جدا .رحمك الله يا عبدالله .. وعزاؤنا الصادق لأبنائك وأصدقائك وأهلك في مدينتك الحالمة ( القرائن ) أنتم السابقون ونحن اللاحقون .. (إنا لله وإنا إليه راجعون).