ندب عدد من المسرحيين والمختصين في الإخراج وكتابة النصوص، المسرحَ السعودي، معلنين موته السريري، موعزين ذلك إلى البيروقراطية الإدارية، وندرة الموارد، وشح الدعم، ما أفرز حالة الهجر التي تعيشها الخشبات العتيقة من قبل الأسرة والمستهدفين بوجه عام، مؤكدين أن المسرح لن يعود سويا حتى يصبح مشروع دولة تتبناه جهة حكومية ذات تأثير وقرار. أبو الفنون في اللقاء الذي استضافه ونظمه فرع جمعية الثقافة والفنون في القصيم لأعضاء لجنة الفنون الأدائي بالمسرحيين، في مقر المركز الثقافي بمدينة بريدة، شارك أعضاءُ اللجنة الحضورَ من المهتمين والمختصين رثاء «أبي الفنون»، التي لا تتعدى النزر اليسير من الشواهد والمنعطفات التي تستحق أن تؤرخ، بداية من مسرحية «تحت الكراسي» عام 1403ه حتى مسرحية «عليهم عليهم» عام 1425ه، ووصفوا الحالة التي يعيشها المسرح السعودي الحالي بالحالة البائسة، التي تحتاج إلى تدخل جراحي عاجل، يعيد إليها شيئًا من الروح والحيوية. إحياء المسرح
كان عضو لجنة الفنون الأدائية في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون علي الغوينم قد حاول طمأنة الحضور بأن الجمعية رسمت خارطة طريق لإعادة الحياة للمسرح، وأنها تسعى لأن يكون المسرح أحد خيارات الأسرة في الحضور والمتابعة، من خلال البناء المؤسسي داخل الجمعية، بتشكيل اللجان، ومن أهمها لجنة الفنون الأدائية، التي تعنى بالمسرح، وتبحث همومه وتطلعاته، إلا أن الناقد المسرحي وعضو اللجنة نايف البقمي أكد أن الجمعية لا تسير وفق رؤية واضحة، حتى مع شراكتها الحالية لمعهد «ثقف» ما دعاها لأن تعتذر دومًا لكل الدعوات الخارجية التي تتلقاها؛ لطلب المشاركة بالعروض المسرحية. بينما بين عضو اللجنة أحمد السروي، أن الجمعية تعمل على إقامة مهرجان مسرحي تشارك فيه كافة فروع الجمعية، بهدف خلق حالة من التنشيط والتنافس، وهو الأمر الذي تخوف منه الكثير من الحضور، وعدوه قفزًا وتجاوزًا قد تطغى سلبياته على محاسنه، إذا ما أخذ في الحسبان أن المهرجان يجب أن يكون تتويجا للعمل المتميز، وليس مناسبة للتجربة والمحاولة.
روح المسرح جاءت الكثير من المداخلات والتعليقات خلال اللقاء لتؤكد أن تواجد الأسرة وحضورها للأعمال المسرحية والفنية هو الترياق الحقيقي لروح المسرح، وأنه متى ما بات المسرح أحد الخيارات المحببة لكافة شرائح المجتمع فإن ذلك هو الميزان الحقيقي الذي يضبط خشبات المسرح، وتتربع عليه أعمدة الأعمال والمناشط المقدمة. بدوره أكد مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بمنطقة القصيم سلمان الضباح، أن فرع الجمعية أخذ على عاتقه رسالة المسرح في التأثير والتأثّر، وسعى من خلال هذا اللقاء إلى إيجاد ما يسهم في تعزيز المسرح وحضوره، مؤكدًا أنهم يعملون من خلال هذا اللقاء على إيجاد بناء حقيقي، ومسلك حي ونشط؛ يساهم في ديمومة وحراك النشاط المسرحي في المملكة، من خلاله يتم استلهام مقومات التأصيل والتأطير لمخرجات مسرحية مميزة.