فلاح الجربا يقول مايكل إيزنشتات مدير مركز الدراسات الأمنية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى «إن تقييم النفوذ الإيراني الحالي في العراق يؤكد أن طهران هي الفائز في الحرب على العراق سواء من خلال نفوذها السياسي القوي داخل الحكومة العراقية التي تضم عددًا من أقرب حلفاء طهران، إضافة إلى نفوذها الديني والإعلامي، واستغلالها للفوضى التي أعقبت الربيع العربي في تعزيز وجودها ونشر نفوذها في المنطقة». تحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» عن شبكة صواريخ متقدمة نصبتها إيران داخل الأراضي العراقية، كما تحدثت قيادات عراقية عن صفقة مشتريات عسكرية من إيران بعشرات المليارات دولار. هذه ليست مظاهر دعم إيراني مؤقت للعراق في محنته، بل مشروع هيمنة واستيلاء من قبل الإيرانيين على جارهم العراق، الغني بالنفط وذي الموقع الجيوبولتيك، إيران لم تعد تكتفي بالاعتماد على مكتب رئيس الحكومة، بل قررت أن تكون موجودة في كل المراكز العراقية؛ السياسية والعسكرية والحزبية والدينية. الزحف الإيراني على العراق، والهيمنة على صناعة قرار بغداد قد يعبر عن رغبة منها في حسم الصراع الإقليمي، بحيث تكون مهيمنة على اليمن وسورية والعراق، ويعني هذا تلقائيا هيمنة على معظم المشرق العربي، بما فيه الخليج يمكن تلخيص الأهداف الإستراتيجية لإيران في العراق من هذه المحاور في أن أبرزها الاستحواذ على الفاعلين السياسيين في العراق لضمان ولاء حكومة بغداد لاستخدامها في المقايضات الإقليمية. كما تستهدف إيران السيطرة على العراق بالصورة التي لا تسمح بقيام عراق مهدد لإيران مجددًا كما كان في السابق، وكذلك تذليل العراق كسوق خلفية لإيران وانطلاقها الاقتصادي المنتظر بعد الاتفاق النووي. كما تسعى إيران إلى السيطرة على المشهد العسكري بالكامل عن طريق المليشيات المختلفة المتدربة والممولة من فيلق القدس، لتمنع قيام أي قوة عسكرية أخرى خارج نطاق نفوذ إيران، في الوقت الذي تصر فيه إيران على التمسك بمنصب شرطي العراق لدى الغرب. ثمة هدف السيطرة الدينية على شيعة العالم بمحاولة تحجيم دور مرجعيات النجف كي تبقى مرجعية قم هي المرجعية الأولى والمسيطرة على المشهد الشيعي العالمي، وقد ثبتت علاقة بعض الحركات الإرهابية في العراق عقب الاحتلال الأميركي مع إيران، حيث أمدت إيران الكثيرين منهم بالسلاح والمال، فيما ظهرت قضية علاج عناصر تنظيم القاعدة في إيران، والتعاون الخفي بين الطرفين. وعلى صعيد أجهزة الأمن والاستخبارات تحدث البعض عن وجود سبع وكالات في وزارة الداخلية تتبع أحزابا تدين بالولاء لإيران، كما تدين قطاعات من الجيش العراقي لرجال إيران في الحكومة العراقية، وهو ما يوفر لإيران سيطرة على المشهد الميداني في العراق بالكامل.