أشارت الباحثة بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، حنين غدار، إلى أن المجتمع الدولي، في غمرة تركيزه على محاربة تنظيمي داعش والقاعدة، يتجاهل أن هناك منظمات أخرى تسهم في انتشار الإرهاب، مشيرة إلى أن التنظيمات والفصائل الطائفية التابعة لإيران، في سورية والعراقولبنان، ترتكب بدورها أعمالا تدخل ضمن دائرة الأعمال الإرهابية. وتطرقت إلى الأسباب التي تدفع الشباب اللبناني للقتال في صفوف حزب الله بسورية، مؤكدة أنهم يئسوا من الحصول على فرص عمل مناسبة أو إيجاد مصادر للرزق، ولم يكن أمامهم سوى الاستجابة لنداء الحزب، وقبول التوجه إلى سورية، لأسباب مالية بحتة. إرهاب الميليشيات قالت غدار «في محاولة لمعرفة ما يجب القيام به حيال تنظيم داعش، يبدو أن المجتمع الدولي نسي الوجه الآخر من الموضوع، ألا وهو الميليشيات الشيعية في العراق وسورية ولبنان ودول أخرى في المنطقة،المدعومة من إيران. فمكافحة الإرهاب تتطلب إلقاء نظرة أوسع على الجماعات الإرهابية، وفهم أنها تتغذى من الخطابات الطائفية لبعضها البعض. فبينما يستخدم داعش خطابا طائفيا مناهضا للشيعة من أجل تجنيد المحاربين، وتقوم إيران بالشيء نفسه من خلال استخدام خطاب مناهض للسنّة، بصورة متزايدة. ومن أجل إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، يجب ألا نتجاهل الميليشيات الإيرانية المسلحة، والفظائع التي ترتكبها في المنطقة، والعكس بالعكس. ومع ذلك، لا يعني هذا أنّ الحل هو قصف تلك الميليشيات، أو الاستمرار بمحاربة داعش. شعارات زائفة أضافت الباحثة «ساهم حدثان أساسيان في وضع المنطقة على مفترق طرق في السنوات الثلاث الماضية هما: إعلان داعش ل»الخلافة«، والاتفاق النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه في 14 يوليو 2015 بين إيران ودول مجموعة 5+1. وبينما كان العالَم يركّز على هذين الحدثين وتداعياتهما في العالم، كانت إيران تعمل بانتظام من أجل تحقيق هدفين آخرين، هما تعزيز هيمنتها الإقليمية والوصول إلى جنوبلبنان، عبر العراق وسورية بجنوبلبنان، وتوفير ممر جغرافي يمتد عبر الدول الثلاث، والاستحواذ على القرار السياسي في بغداد ودمشق وبيروت. ويعود تحديد هذا الهدف إلى عام 1979، بعد قيام ثورة الخميني. وتمكنت من الحصول على دعم الشيعة اللبنانيين لتأسيس حزب الله، عام 1982 كمقاومة إسلامية ضد إسرائيل». وأضافت أنه رغم أن الهدف المعلن من تأسيس الحزب هو التصدي لإسرائيل، إلا أن الهدف الحقيقي هو تكوين ذراع عسكرية تساعدها على تنفيذ أجندتها الخاصة«. دوافع مادية أكدت غدار أن حزب الله خسر الكثير، جراء تورطه في الأزمة السورية، مشيرة إلى أن تزايد أعداد القتلى، أثار مشكلات عديدة وسط عائلاتهم، لاسيما في ظل عجز الحزب عن دفع تعويضات لذوي القتلى والجرحى، بسبب الأزمة الخانقة التي تعاني منها طهران، ممولته الرئيسية. وأضافت أن الهدف الوحيد من التحاق عناصر الحزب بالقتال إلى جانب الأسد هو بحثهم عن مصدر للدخل، وتابعت»قال عددٌ كبير من المقاتلين الشيعة الذين أجريتُ معهم مقابلات إنهم لم يكونوا ليفكّروا بالحرب في سورية لو تمكنوا من الحصول على وظائف أو قروض للبدء بأعمال صغيرة. وتكمن المشكلة في أنهم يعتمدون على حزب الله إلى حد كبير، وليس لديهم خيارات أخرى».