لا يختلف اثنان في المنطقة والعالم على أن تنظيم داعش خطر على البشر والحجر، سوى شذاذ الآفاق من داعمي هذا التنظيم الإرهابي الذي أوجدته إيران وحلفاؤها في دمشق وبغداد ليكون ذريعة لتقسيم المنطقة وتقديم الصورة الأسوأ عن الإسلام، من أجل تدمير المنطقة سياسيا وعقائديا واجتماعيا… ولكن المشكلة التي لم تعالج بعد هي التنظيمات والميليشيات الطائفية التي تجاهر بمواقفها العدائية ضد الآخر أيّا يكن هذا الآخر، وتدعو إلى القتال ضد الآخر تحت حجج وذرائع بعيدة عن المنطق السياسي والأخلاقي والديني والعقلي. القيادي الكبير في المؤسسة السياسية والدينية الطائفية يتهم الآخرين بإعادة إنتاج جاهلية أخطر من جاهلية ما قبل الإسلام ويطالب الأتباع بمواجهة هذه الجاهلية. الأتباع بدورهم إن كانوا في لبنان أو العراق أو اليمن أو سوريا لا يدّخرون جهدا في ارتكاب الجرائم والتحريض على قتل الآخر تحت ذريعة محاربة «داعش»، زعيم ميليشيا ما يسمى حزب الله في لبنان، الذي أوغل في دماء السوريين لم يكتف بكل ما ارتكب من جرائم بحق السوريين واللبنانيين، فهو ينطلق مجددا بتهديد جميع من يخالفه الرأي ويتهمه بالخيانة، ويريد توريط كل لبنان في حربه التي يدّعي أنها ضد الإرهاب الذي أوجده قادته في طهران. المشكلة بالطبع ليست في هذا الرجل الذي يعتبر نفسه جنديا، وهو بالتالي ينفذ أوامر ليس أكثر، كما غيره من الذين وضعوا أنفسهم في خدمة المشروع الفارسي. المشكلة تكمن في غياب تعريف شامل للإرهاب وتحديد المنظمات الإرهابية من قبل المجتمع الدولي وقادة العالم، فتنظيما «داعش» والقاعدة ليسا وحدهما إرهابيان ويجب مواجهتهما، فذلك مضيعة للوقت، لأن التنظيمات والمؤسسات الإرهابية الأخرى تزداد قوة على حساب هذه المنظمات المصنفة إرهابية، ومن جهة أخرى بات من غير المقبول تجاهل داعمي الإرهاب والمحرضين على القتل بسبب اختلاف الرأي أو العقيدة، خاصة إذا كان من يمارس هذا الدور يعتبر قائدا سياسيا ودينياً لدولة تطمح لأن تكون إمبراطورية.