كشف مصدر قضائي مطلع ل"الوطن"، أن عدد المتهمين الذين عرضوا على اللجان الطبية الشرعية في كل من مستشفى الأمراض النفسية بالطائف، ومستشفى الأمل بالدمام، ومستشفى الأمل بالرياض، ومستشفى الأمل بالمدينة المنورة، خلال العامين الماضيين بلغ 750 متهما، موضحا أن أغلب التقارير الصادرة عن حالتهم العقلية تتضمن إصابة 6 % منهم بمرض "الفصام الذهني" إلى جانب الاكتئاب الحاد، فيما حددت جرائمهم بالاعتداء على النفس والاغتصاب، والتعنيف، والتهديد والاعتداء على ممتلكات الغير، وغيرها من القضايا الكبرى. التحاليل والتاريخ المرضي يقول مدير مستشفي الصحة النفسية بجدة إنه عندما يتم تحويل المتهم من الجهات المختصة إلى المستشفى النفسي بعد ارتكابه جريمة غير طبيعية، يتم البحث عن تاريخه المرضي، ففي حالة عدم وجود ملف له في مستشفيات الصحة النفسية لا يتم الحكم عليه بأنه مريض نفسي ويتم تنويمه في المستشفى لأكثر من 3 أشهر ومراقبة تصرفاته، ولابد هنا من معرفة العلاقة التي تربط بين المتهم والضحية، كما تجرى عليه عدة تحاليل لتأكد من عدم وجود مواد مخدرة سببت له الإدمان، وقد تكون هي الدفاع لارتكاب تلك الجريمة، كذلك لابد من التأكد وقت ارتكاب الجريمة بأنه لم يكن تحت تأثير المرض النفسي. وكشف أنه في حالة اكتشاف أنه ارتكب الجريمة وهو ليس تحت تأثير المرض النفسي فهنا لا ترفع عنه الأهلية ولا تخفض عنه المسؤولية الجنائية ويتم محاكمته، موضحا أنه عندما تثبت تقارير مستشفيات الصحة النفسية، أن المتهمين المحولين إليها ارتكبوا جرائمهم بسبب أمراض نفسية يعانون منها، فإنهم يحجزون في هذه المنشآت حتى يتم التأكد من شفائهم بشكل كامل. التأكد من السلامة العقلية أوضح مدير مستشفى الأمراض النفسية بجدة الدكتور نواف الحارثي ل"الوطن"، أن جميع من يرتكبون جرائم كبرى يتم عرضهم على اللجان الصحية الشرعية المتواجدة في المناطق، وفيما يخص مدينة جدة يتم تحويل عدد قليل إلى مستشفى الأمراض النفسية بالطائف المعروف ب"شهار" لوجود اللجنة الطبية الشرعية هناك، حيث تستقبل المتهمين للتأكد من سلامتهم العقلية وإصدار تقارير بحالاتهم وإرسالها إلى المحاكم. وأشار الحارثي إلى أن ارتكاب الجرائم يعتبر كسرا لحاجز اجتماعي مما يدفع الجهات المختصة لتحويل هذا المتهم للجان الصحية الشرعية للتأكد من سلامته العقلية، موضحا أن المرض النفسي لابد أن يسبق الجريمة بمعنى أن المتهم الذي يرتكب جريمة شاذه لابد أن يكون له تاريخ مع المرض النفسي، فنجد أن مرتكب الجريمة كان في نوبة غضب أخرجته عن التحكم بنفسه، أو إذا كان عند الفرد نية للقيام بهذا السلوك سوى قتل، أو اغتصاب، أو تعنيف يعتبر أيضا من المرضى النفسيين، موضحا أنه كذلك لابد من التأكد أن هذا المتهم لا يتعاطى المخدرات فقد يكون ارتكب تلك الجريمة تحت تأثير المخدر فهنا لا يعتبر من المرضى النفسيين. وأضاف الحارثي أن معظم جرائم المرضى النفسيين تكون غير طبيعية، لذلك نجد أن عدد الأشخاص العاديين الذين يقومون بجرائم متعددة يفوق عدد المرضى النفسيين في الجرائم المرتكبة، وذلك لأن بعض جرائم المرضى النفسي تكون شاذة وبشعة، فعلى سبيل المثال نرى بعضهم يقتل أولاده أو أحد من أقربائه كالأب أو الأم، بينما الأشخاص الطبيعيون لا يستطيعون فعل ذلك. أبرز الجرائم التي ارتكبوها * الاعتداء على النفس بما في ذلك القتل * الاغتصاب * التعنيف * التهديد والاعتداء على ممتلكات الغير