قال الكاتب السياسي في مجلة "ذي نيويوركر" الأميركية، آدم جوبنيك، إن تاريخ الولاياتالمتحدة شهد انتهاكات للديمقراطية، لا سيما في عهد الرئيس فرانكلين روزفلت، والذي عصف بقدر من الحريات الدستورية، وانتهك حريات مدنية، مبينا أن ذلك ربما يتكرر وبصورة أكثر خطورة في حال فوزر المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة. ورسم جوبنيك صورة بشعة لما قد يحدث إذا استطاع ترامب الوصول إلى البيت الأبيض في نوفمبر القادم، مشيرا إلى أن ترؤس ترامب للولايات المتحدة يعني انتهاء التجربة الأميركية. وقال "هذا ليس تنبؤا مسرفا في غلوه ولا هستيريا، إنه ببساطة قراءة أمينة للتاريخ لما يحدث في دول كان لها زعماء مثل ترامب". كاسترو ولينين أضاف "الدول لا تتعافى حقا من استيلاء شخصيات قومية سلطوية غير مستقرة من أي توجه سياسي، سواء كانوا من اليمين أو اليسار، أمثال بيرون وكاسترو وبوتين وفرانكو ولينين، ووغيرهم. وتوقع جوبنيك أنه بعد وصول ترامب إلى السلطة "سيتحول إلى بيرون أو لينين، وليس رئيسا سيئا فحسب". وقال "هناك مرحلتان كي يصبح ترامب مستبدا رهيبا، الأولى وتتلخص في الوصول إلى وضع يمكنه من الاستيلاء على السلطة بعيدا عن الديمقراطية وبواسطة القوة العسكرية"، مؤكدا أن "ترامب أبعد ما يكون عن هذا، أو الفوز بالمنصب عن طريق إلغاء أو تزوير العملية الانتخابية". المرحلة الأخرى -حسب جوبنيك- وهي بعد الوصول إلى السلطة، وبمجرد الوصول بأمان إلى القصر الرئاسي، فمن السهل بشدة الاستغناء عن الديموقراطية، ولكن هذا يتطلب وقوف قيادات الجيش إلى جانبه. وقال جوبنيك "السؤال هنا ليس إذا ما كان ترامب يريد أن يكون مستبدا، لكن ماذا ستفعل أفرع الحكومة الأخرى إذا حاول فعليا أن يكون طاغية؟"، موضحا في هذا السياق أنه لا يعني الكونجرس والقضاء ولكن البيروقراطيين في الجهاز المدني وهل سيقبلون هذا الأمر، أيضا العسكريين ممن يحملون السلاح، هل سيوافقون على القبض على خصوم ترامب؟. التحمس للأكثر سلطوية أضاف جوبنيك "من الواضح أن هناك قطاعا من الناخبين يتحمسون للجانب الأكثر سلطوية وعنفا في رسالة ترامب، ومن المفترض أن بعض هؤلاء الناس من الجيش ومن الجهاز المدني. لكني ما زلت أثق إلى حد كبير أن مكتب التحقيقات الاتحادي "إف. بي. آي" لن يتجسس مثلا على هواتف الصحفيين، ليعرف إذا ما كانوا يسخرون من تصفيف شعر ترامب، أو إن كان ضالعا في اختفاء من يفعلون ذلك.