يزور الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرياض، اليوم، للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قبل أن يشارك الخميس في القمة المرتقبة، مع زعماء دول مجلس التعاون لبحث المسائل ذات الاهتمام المشترك، حيث تأتي هذه الزيارة في توقيت دقيق للتنسيق في جوانب مهمة من السياسة الإقليمية. وستكون للزيارة أجندة متعددة وملفات شائكة ينتظر أن تتطرق إليها المفاوضات، حيث تمر المنطقة العربية بمنعطف تاريخي مهم، تواجه فيه محاولات إيران التوسعية، التي تزايدت خلال الفترة الماضية، وكانت السبب الرئيسي في اشتعال الأزمات في سورية والعراق واليمن. زيارة الأشهر الأخيرة يقول الخبير في الشؤون العسكرية إبراهيم آل مرعي إن الزيارة تأتي لبحث قضايا المنطقة، والرئيس أوباما يزور الرياض ولم يتبق له في البيت الأبيض سوى ثمانية أشهر، ومن الأولويات التي يحرص عليها مكافحة الإرهاب، خصوصا تنظيم داعش، وسوف يشير إلى وجود أكثر من 5 آلاف جندي أميركي في العراق، وقوات خاصة في سورية، وسيحرص أوباما على مواجهة الانطباع لدى دول الخليج بخصوص تأخر بلاده في محاربة داعش، لا سيما أن الولاياتالمتحدة أعلنت سابقا أنها تحتاج 10 سنوات للقضاء على هذا التنظيم، لذلك لم تقدم الجهد العسكري الكافي لمحاربته، وأعلنت رفضها إرسال قوات برية، وهو ما أوجد انطباعا بأنها لا تريد القضاء عليه. وأضاف في تصريحات إلى "الوطن": "اللقاء سيتضمن الحديث عن الأزمة السورية، حيث سيجد أوباما صعوبة في إقناع دول مجلس التعاون بخصوص رؤيته للأزمة السورية، التي ترتكز على انتقال سياسي دون أن يكون هناك دعم عسكري جاد للمعارضة أو تدخل بري، لذلك لا نتوقع أن يقدم شيئا جديدا بشأن هذا الملف، كما سيكون الوضع في اليمن ضمن محاور اللقاء وسيتطرق أوباما إلى دور القوات الأميركية في فرض الحظر البحري، ومشاركة القوات الفرنسية كذلك في مصادرة ثلاث سفن محملة بالسلاح للحوثيين، كانت قادمة من إيران". كبح التوسع الإيراني تابع آل مرعي قائلا إن الأولويات في هذا اللقاء، التي تخص العلاقات بين الولاياتالمتحدة ودول الخليج هي ميليشيات إيران ومخاطر الصواريخ الإيرانية، خاصة نحن نتابع الآن التجارب الصاروخية الإيرانية التي لا تزال مستمرة وكان آخرها الأسبوع الماضي، وفيما يخص العراق فالمقاربة الأميركية لمعالجة الوضع السياسي في العراق مختلفة عما هي عليه لدى دول مجلس التعاون، التي ترى أن الدعم الأميركي لقيادات متطرفة في العراق أوصلت الأوضاع إلى ما هي عليه الآن. واختتم قائلا "أوباما قادم لاستكمال ما وعد به قادة دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماع "كامب ديفيد"، وهو بناء منظومة دفاعية موحدة لدول الخليج، مشيرا إلى أن السنوات الماضية من ولاية أوباما لم يكن أغلبها في صالح دول الخليج، لذلك لن تعوّل هذه الدول كثيراً على الزيارة، وستسعى على أقل تقدير لضمان ألا يكون هناك خلال الأشهر المتبقية قرارات أميركية خاطئة". علاقات متأصلة يرى أستاذ العلوم السياسية عضو مجلس الشورى، الدكتور صدقة فاضل أن زيارة الرئيس أوباما للرياض ولقائه خادم الحرمين الشريفين هو لقاء بين زعيمين تربطهما علاقات إستراتيجية وتاريخية متشعبة في كافة المجالات، وقال إن أهمية اللقاء تأتي من قوة هذه العلاقات وانعكاساتها على المستوى الإقليمي والعالمي، وأضاف "الزيارة سوف تتناول مواضيع مهمة، حيث سيتم نقاش العلاقات الثنائية وسٌبل توطيدها ودعمها، وفي الإطار نفسه توجد هناك العديد من الملفات التي سيتم التطرق لها، وسيكون للقضايا العربية حيّز كبير من نقاشات اللقاء المرتقب، خاصة أن المملكة تقود العمل العربي المشترك، والولاياتالمتحدة تولي اهتماماً لتلك القضايا باعتبارها قوة عالمية لها مصالح في كل أنحاء العالم وخاصة المنطقة العربية التي تعتبر منطقة إستراتيجية لها سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل". وكشف فاضل أن مكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية ضمن أولويات اللقاء، وكذلك التصدي لسياسات إيران التوسعية التي تستهدف الدول العربية، وتهدِّد السلم الإقليمي والعالمي، وكذلك الأوضاع السياسية في العراق وسورية وليبيا.