أطلقت الحكومة اليمنية تحذيرا من انتشار وتنامي قوة تنظيم القاعدة بالبلاد، مشيرة إلى أن التنظيم بدأ يتحرك في مساحات جديدة، باستغلال المواجهات التي تدور بين مقاتلي المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية، من جهة، وميليشيات التمرد الحوثي، وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، من جهة أخرى. وكان عناصر تنظيم أنصار الشريعة قد فاجؤوا سكان بلدة عزان بمحافظة شبوة، عندما أقدموا فجر الإثنين الماضي على اقتحام البلدة والسيطرة عليها، حيث نشروا دوريات أمنية في الشوارع، وأقاموا نقاط تفتيش خارجها، مما تسبب في حالة فزع واسعة بين السكان الذين دعوا الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى التدخل السريع وإنقاذهم وطرد المتطرفين، محذرين من ترك التنظيم يوطد أقدامه في المدينة، بحيث يصعب مستقبلا اجتثاثه منها، على غرار ما حدث في مدينة المكلا، عاصمة إقليم حضرموت التي اجتاحها الحوثيون في أبريل الماضي. إيرادات فلكية قال وزير النقل بدر باسلمة إن تمويل القاعدة في محافظات المهرة، وحضرموت، وشبوة، وأبين، ولحج، وعدن، يأتي من موانئ المهرة وحضرموت وشبوة التي توجد فيها العديد من الموارد والمشتقات النفطية. وأضاف في منشور على صفحته بموقع فيسبوك "إذا ما أخذنا في الحسبان مثلا دخول 10 آلاف طن من البنزين يوميا من هذه الموانئ، وهي أكثر في الواقع، أي حوالى 10 ملايين لتر، وعلمنا أنه تتم جباية 80 ريالا عن كل لتر، لأصبح ما تحصل عليه القاعدة يوميا من هذه الكمية فقط 800 مليون ريال. وهناك بواخر تقوم بتهريب مواد غذائية تتم جباية جماركها مباشرة، إضافة إلى تهريب المخدرات والأسلحة، لأدركنا أننا نتحدث عن موارد تفوق مليار ريال يوميا" 3ملايين و750ألف ريال سعودي. وحذر باسلمة من مغبة السكوت عن هذا الأمر، وعدم منحه الأهمية التي يستحقها، واتخاذ خطوات عملية سريعة لاستئصال شر المتشددين، مشيرا إلى أن العمليات ضد الانقلابيين ينبغي أن تسير جنبا إلى جنب مع محاربة المتطرفين، وألا يتسبب التركيز على هزيمة الحوثيين في غض الطرف عن خطر عناصر تنظيم أنصار الشريعة المرتبط بالقاعدة. واختتم باسلمة مقاله محذرا "سكوتنا عن هذا التمدد والتمكن لن ينهي الحرب سريعا، بل سيجعلنا ندفع الثمن غاليا في المستقبل". تعهدات حكومية كان نائب الرئيس، رئيس الوزراء، خالد بحاح قد تعهد أواخر الشهر الماضي باجتثاث المتشددين من محافظة حضرموت، مؤكدا أن السلطة الشرعية تدرس كيفية مساعدة السكان على استعادة حريتهم التي صادرها عناصر تنظيم القاعدة. وكان سكان المحافظة قد استنجدوا بالحكومة، وأشاروا إلى أن المتطرفين باتوا يتدخلون في كل شؤونهم الحياتية، وارتكبوا العديد من التجاوزات بحق السكان، وتساءلوا عن السبب في غياب المجلس الأهلي الذي تولى تسيير أمور المحافظة عقب استيلاء الحوثيين على السلطة، وعجزه عن مطالبة عناصر القاعدة بالانسحاب وتنفيذ التعهد الذي قطعوه للسكان بالانسحاب، بمجرد تلاشي خطر الحوثيين. وبدلا من الوفاء بالتعهد، كشفت مصادر داخل المقاومة الشعبية أن عناصر القاعدة تخطط لاستمرار بقائها، وحصلت في الفترة الماضية على أسلحة ثقيلة، أكدت مصادر إعلامية أن المخلوع علي عبدالله صالح وراء إرسالها لحلفائه المتشددين، للإبقاء على حالة الفوضى التي تسبب فيها انتشار التنظيم في المحافظة التي تعتبر الأكبر على مستوى اليمن.