شكلت فترة التوقف الحالية فرصة مواتية لمدرب الهلال اليوناني "جورجيوس دونيس" لترتيب أوراقه بهدوء قبل استئناف المسابقة السبت المقبل حينما يحل ضيفا على التعاون ضمن مواجهات المرحلة ال21 لدوري عبداللطيف جميل للمحترفين، بعد التحسن النسبي الذي صاحب أداء الفريق ونتائجه منذ توقيع إدارة الهلال عقدا معه حتى نهاية الموسم قابلة للتجديد بعد تذبذب فني عاشه الفريق منذ مطلع الموسم تحت قيادة الروماني السابق "لورينت ريجيكامب"، قبل أن تتم إقالته منتصف فبراير الماضي، وفشل خلالها في تحقيق لقبين مهمين مع الفريق بخسارته لنهائيين حاسمين، دوري أبطال آسيا وكأس ولي العهد تسببت في إقالته من منصبه، وسبق ذلك استقالة رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد، الأمر الذي تسبب في غليان المدرج الهلالي وتطلعه إلى أن تسير الأمور إلى الأفضل مع قدوم "دونيس" والظفر ببطولة في أسوأ الأحوال هذا الموسم، رغم ابتعاده عن متصدر دوري عبداللطيف جميل، النصر بفارق سبع نقاط، إلا أن الأمل حسابيا لم ينقطع، إلى جانب التركيز على بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، فضلا عن نيل بطاقة العبور لدور ال16 لدوري أبطال آسيا، الأمر الذي سيكون مرضيا لأنصار الفريق الأزرق. الخالد: التراجع نفسي أوضاع الفريق "الأزرق" فنيا هذا الموسم عدّها المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد متباينة، مشيرا إلى أنه يمكن تصنيفها إلى مرحلتين، الأولى ما قبل نهائي سيدني، إذ كان الفريق مستقرا فنيا وإداريا، ويقدم مستويات ممتازة وأداء رائعا، على حد وصفه، فيما انهار الفريق نفسيا في المرحلة الثانية وتحديدا بعد خسارة اللقب القاري، وقال "الإجهاد وكثرة المباريات والمشاركات كان لها اليد الطولى في تراجع مستويات الفريق، ما جعله يبتعد كثيرا عن البطولات والمنافسة عليها، إلى جانب ما سببه الإرهاق في إصابة مجموعة من عناصر الفريق الأساسية، تقدمهم ياسر القحطاني والفرج وكريري وسالم الدوسري والشمراني، وفي الوقت الراهن بدأ الفريق يعود تدريجيا لتقديم مستوياته الفنية المعتادة، واسترد نغمة الفوز التي ربما تساعده معنويا على تحقيق كأس الملك". العودة: ريجي كارثة من جانبه، اتفق المدرب الوطني عبدالعزيز العودة مع الخالد في البداية المميزة للهلال، مؤكدا أنه كان الأفضل في الدوري إلا أن الخسارة القارية أفقدته بريقه، موضحا أن تحضير "ريجي" انصب على البطولة الآسيوية، ولم يلتفت بتاتا إلى البطولات المحلية، و"هذه كارثة في عالم التدريب، ومن المفترض أن يحارب على جميع الجهات"، وقال "استعاد الفريق مستواه تدريجيا مع دونيس الذي منح الفرصة للبدلاء وأراح مجموعة من الأساسيين، نظرا لتعرضهم لإجهاد كبير، وأصبح الآن لدى الفريق أكثر من 20 لاعبا جاهزا بعد أن عمل المدرب على تدوير اللاعبين، وهو ما لم يفعله ريجي". العواد: ننتظر عودة أقوى وحمل حارس الهلال السابق تركي العواد النهائي الآسيوي أسباب تراجع مستويات الهلال، وخسارة كأس ولي العهد أمام الأهلي، والابتعاد عن المنافسة في دوري عبداللطيف جميل، منوها إلى أن هذا السيناريو تكرر مع أندية عدة، كالاتحاد والأهلي والشباب، مستغربا في الوقت نفسه حدوث ذلك مع الهلال، نظرا لكثرة منافساته على البطولات الآسيوية ولديه ست بطولات، وقال "أرى أن الهلال سيعود من خلال شباك فريق فولاذ الإيراني، وربما ستكون عودته أكثر قوة من السابق نظرا لإصرار الفريق". أبوثنين: استقطاب مهاجم في المقابل شدد لاعب الفريق السابق فيصل أبوثنين على أن هذا الموسم يعد الأسوأ للهلال، ولم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يصل حال الفريق إلى ما وصل إليه، إذ خسر اللقب الآسيوي وكأس ولي العهد وانتهت آماله بالمنافسة على الدوري للمرة الأولى منذ فترة طويلة، مشددا على أن الروماني "ريجي" أسهم بقوة في تراجع مستوى الفريق، مستدركا "الفريق حاليا يقدم مستويات جيدة مقرونة بالنتائج مع دونيس، وما زلت أؤكد أن الفريق بحاجة ماسة إلى استقطاب مهاجم أجنبي صريح". من جهته، ذكر الحارس السابق صالح السلومي أن الهلال لم يقدم شيئا يذكر هذا الموسم، مبينا أنه راهن مسبقا "على أن الفريق مع وجود المدرب السيئ ريجيكامب لن يظفر بأي بطولة محلية أو آسيوية، وهو ما حصل بالفعل"، مضيفا "أعتقد أن الهلال سيعود لسابق عهده ومعانقة البطولات مع دونيس، وربما تكون أولها بطولة كأس الملك".
