أكدت دراسة هولندية أعدها الباحثون الثلاثة أستاذ علم التربية ميخا دي وينتر، وأستاذة التربية والتعليم للشباب ماريون فان سان، وزميلها ستيجن ستيخنلينك أن التطرف بين الشباب في السنوات الأخيرة أصبح من المخاطر الأمنية التي لا يجب أن تتم مكافحتها في سياق الإرهاب فقط، بل فى محيط الأسرة التربوي وفى محيط التعليم أيضاً، حيث أصبحت توجد الآن وسائط خطيرة لاستقطاب المراهقين والشباب للتطرف عبر الإنترنت وغرف الدردشة، أو عبر المراسلات التي تتم بالهواتف المحمولة، وذلك فى غياب من الرقابة الأسرية و مؤسسات التعليم. وقال الباحثون : إن الآباء يعجزون عن مراقبة الأبناء المراهقين أثناء التواصل مع آخرين، ولا يعرفون محتوى ما تتضمنه هذه المراسلات، وكذلك الأمر في هواتفهم الخاصة، وهو ما قد يجعل الشباب فريسة سهلة للاستقطاب والوقوع في براثن التطرف ومن ثم الإرهاب . وأكدت الدراسة أن الساعات الطويلة للتواصل عبر الإنترنت، إنما تعزل المراهقين فكريا عن مجتمعهم الخاص الحقيقي، سواء الأسرة أو محيط العائلة والأصدقاء، وتكون عزلتهم الاجتماعية بداية وتمهيدا لتأهيل عقولهم لتقبل أي أفكار متطرفة والانخراط فيها، وتستغل المنظمات والجهات المتطرفة رغبة المراهقين والشباب في البحث عن هوية، ويعتقدون أن التطرف هو هويتهم التي ستبني شخصيتهم وتجعل لهم آراء ومواقف مختلفة في المجتمع. وشددت الدراسة على أن الإنترنت أصبح وسيلة خطيرة للغاية لنشر الأفكار المتطرفة بصورة أسهل وأسرع عن ذي قبل، ويمكن من خلاله أن تتطور بسرعة وجهات نظر متطرفة، كما أنه يسهل العثور على المعلومات والاتصالات التي تؤكد وجهات النظر المتطرفة هذه. وطالب البحث الآباء والأسر بضرورة فرض الرقابة على ما يجريه أبناؤهم من دردشة بأي صورة من الصور، وأن يسعى الآباء إلى التغلب على التعقيدات التكنولوجية التي يمكن أن تحول بينهم وبين متابعة سلوك الاتصالات الخارجية لأبنائهم، فهذه التعقيدات التقنية لا تعفي الآباء من مراقبة أبنائهم بشكل صحيح، وأن تقوم مؤسسات التعليم بدور التوعية للأبناء، وتبصيرهم بعدم التعامل مع الاتصالات عبر الإنترنت على نحو مسلم به، حتى لا يصبحوا فريسة للخداع والاستقطاب.