ووري جثمان الراحل الناقد والكاتب عابد خزندار فجر اليوم ثرى مقبرة المعلاة في مكةالمكرمة عقب وصول جثمانه مساء أمس من العاصمة الفرنسية باريس التي توفي فيها أول من أمس عن عمر يناهز ال80 عاما. وأعلنت أسرته مراسم العزاء بدءا من اليوم بشارع حراء في حي الشاطئ بمدينة جدة. وأعادت وفاة عابد خزندار المولود في مكةالمكرمة عام 1935 الذي اشتهر بين جيله بانفتاحه على الثقافات الأجنبية وتمكنه من اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، جدلية تكريم الرموز الثقافية أحياء وأمواتا وتخليد أسمائهم من خلال إطلاقها على مؤسسات، وشارع المدن، وتأسيس جوائز تحمل أسماءهم إلى الواجهة مجددا، وانطلق الجدل بالوسم الذي دشنه بعض مثقفين في موقع تويتر، مطالبين بتخليد اسم الراحل تحت عنوان #" شارع _عابد _خزندار. فيما استوقف الناقد والكاتب حسين بافقيه حجم الاهتمام الهائل الذي حظي به خبر وفاة خزندار، بحسب قوله ل"الوطن"، عادا ذلك للمكانة الكبيرة التي يتمتع بها الراحل التي كشفت عنها هذه المتابعة الواسعة من كل أصقاع الوطن لرحيله، رحمه الله. ومن موقع الفيسبوك أطلق المدير العام للأندية الدكتور أحمد قران تدوينة أثارت جدلية التكريم والتخليد، قال فيها: "ينبغي على المؤسسات الثقافية الاهتمام بالمثقفين وهم أحياء بتكريمهم واستضافتهم والاحتفاء بمنجزاتهم الإبداعية ورعايتهم معنويا وماديا، وتقديرهم بعد وفاتهم بطباعة منجزهم الثقافي وتقديمه للأجيال، وأضاف وتخليدهم بإطلاق جوائز بأسمائهم، وعلى المسؤولين والمشرفين على المؤسسات الثقافية أن يؤدوا دورهم الثقافي والوطني بعيدا عن التعالي والكبرياء وبعيدا عن الشللية وتهميش المثقفين، ومن لم يستطع نكران ذاته من أجل خدمة الثقافة والمثقفين بكل حيادية وإخلاص وأمانة فعليه أن يترك الفرصة لغيره، فلا مجال للمتكبرين على الثقافة والمثقفين، ولا مجال لتهميش المثقفين حتى وإن اختلفوا مع المؤسسات الثقافية التي هي مكتسبات للجميع، ولا مجال لتهميش المرأة المثقفة، وعلينا أن نفتح أبواب المؤسسات الثقافية للشباب من الجنسين وألا نستأثر بكل شيء". وبعد تفاعل المثقفين مع تدوينة قران وارتفاع وتيرة الجدل عاد ليضيف توضيحا جديدا قال فيه "إن تكريم المثقف لا يتعلق به كونه في حياته أو مماته، وإنما الأمر يتعلق بعمل مؤسسات تخدم المثقف ومسؤولين تصدوا إلى العمل الثقافي فعليهم أن يخدموا الثقافة والمثقف ما داموا قد قبلوا المهمة". وتداول مثقفون على صفحات التواصل الاجتماعي أفكارا ورؤى عن كيف يمكن تخليد اسم الأديب "عابد خزندار" ثقافيا وأدبيا. وقال الروائي عواض شاهر إن تخليد اسم المثقف والأديب ينبغي ألا يكون بإطلاق اسمه على شارع أو نحو ذلك، وتساءل في تغريدة له: لماذا التركيز على شارع ليحمل الأديب الكبير، رحمه الله؟ مستغربا هذه الفكرة التي تطرح وتكون الأكثر تداولا ومطالبة عند وفاة أديب سعودي. وذكر أن الأديب السعودي المتميز لا نتذكره في شكل جماعي إلا حين ينتشر في الإعلام خبر موته، وقبل ذلك يناضل بنتاجه كي يكون بعيدا عن النسيان وقلما ينجح. وأضاف "مع الأسف معظم مطالب التكريم لا تتحقق، وبعض التكريم يقوم به أصدقاء الأديب وليست المؤسسة، أما الذين يتعيشون إعلاميا من موت الأديب فكثر. وقال إنه لا يليق بالأديب الراحل "عابد خزندار" سوى إطلاق اسمه على صرح ثقافي أو جائزة معتبرة على مستوى المملكة، أو ما شابه ذلك، وليس "شارعا".