وقفت الأم "نعمة" بقلب مكلوم على ابنتها القتيلة عفرا التي تركت لها ثلاثة أطفال وبلسان يشكر الله على نجاة ابنتها الثانية جواهر التي تتلقى العلاج حالياً نتيجة لإصابتها بالوجه جراء الجريمة التي ارتكبها ابن زوجها السعودي محمد جابر الفهيد. وسردت الأم القصة منذ ارتباطها بزوجها رجل الأعمال السعودي فى ثمانينيات القرن الماضي حتى وقوع الفاجعة التى راحت ضحيتها ابنتها عفرا وأصيبت فيها الابنة الثانية جواهر أول من أمس. وقالت "تعرفت على رجل الأعمال السعودي جابر الفهيد أثناء عمله بمصر وأبدى رغبته في الزواج مني وتقدم لخطبتي بالفعل, وكنت أظن أنه سيقيم معي في مصر غير أنه طلب أن أسافر معه إلى السعودية فوافقت وبالفعل سافرت معه وكان متزوجا من سعودية وله منها 5 بنات وولد اسمه محمد, وأقمت معه بمنزل في منطقة حفر الباطن ورزقنا الله ب"عفرا" و"جواهر" وبعد نحو 8 سنوات ساءت حالته الصحية وتوفي. من هنا بدأت بيني وبين أقارب زوجي المشاكل حول الميراث حيث كانوا يرغبون في حرماني وابنتي من الميراث، ومع كثرة الخلافات والضغوط اتخذت قراري بالعودة إلى مصر وقمت عقب عودتي بشراء عمارة سكنية, مما تركه لنا زوجي أقمت فيها مع ابنتي وكان ذلك قبل نحو 17 عاماً وانقطعت علاقتي بأقارب زوجي. من ثم فوجئنا باتصال من "محمد" نجل زوجي يطلب فيه زيارتنا لإعادة العلاقات الأسرية المنقطعة وبالفعل استقبلناه وبدأت الاتصالات تتوالى وكان محمد خلال كل زيارة سنوية يعطي شقيقتيه مبالغ مالية من إرثهم حتى جاء اليوم الذي وقع فيه الحادث عندما اتصل بنا فى المنزل وأخبرنا أنه متواجد بأحد الفنادق ويطلب زيارتنا فتوجه إليه شقيقي الشيخ عاطف لاصطحابه واستقبلناه وأعدت له أخته عفرا الإفطار بحضور شقيقتها جواهر ثم دار بينهم حديث حول الميراث ورغبته في توقيعهما على توكيل رسمي يعطي له الحق في التصرف بجميع ثروة أبيه إلا أن عفرا وجواهر رفضتا ذلك, فتوجه إلى الحمام وخرج ممسكا بسلاح ناري وأطلق بطريقة سريعة النار على عفرا التي كانت جالسة بالصالة بصحبة أطفالها الثلاثة ثم حاول إطلاق النار على "جواهر" فأصابتها آثار الطلقات النارية في وجهها وأسرع بالهرب. من جانب آخر, أعربت سفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة عن استعدادها لنقل جثمان القتيل محمد الفهيد إلى المملكة تمهيداً لدفنه بمجرد تسلم ذويه له والطلب من السفارة إنهاء الإجراءات. وقال مصدر مسؤول داخل السفارة في تصريح ل"الوطن" إن السفارة واصلت اتصالاتها مع الجهات الأمنية للوقوف على الملابسات الحقيقية للحادث وهي بانتظار ورود التقارير النهائية للتحقيقات التي تجريها السلطات المصرية, أما فيما يتعلق بنقل الجثمان إلى السعودية فهذا إجراء اعتيادي تقوم به السفارة بمجرد إبلاغها بالأمر من ذويه. من جهته, صرح رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة عبدالرحمن حزين بدفن جثتي القتيل السعودي الذي يحمل الجنسية القطرية محمد جابر الفهيد وأخته من والده لأم مصرية عفرا الفهيد وتسليمهما لذويهما. ونفى حزين في تصريح ل"الوطن" ما تردد حول استدعائه لدبلوماسي قطري يدعى حسين فياض ونجله لصلتهما بالحادث حيث ذكرت إحدى الصحف المصرية أمس أنه ليس الخلاف على الميراث وحده هو الدافع وراء إقدام محمد الفهيد على قتل إحدى أختيه وإصابة الثانية وإنما زواج والدتهما, وهي أرملة والده من دبلوماسي قطري يدعى حسين فياض وزواج ابنتها من ابن هذا الدبلوماسي. وقال حزين "لا صحة مطلقاً لهذا الكلام". وأوضح حزين أن المتهم محمد شعبان قاتل السعودي الفهيد رهن الحبس على ذمة القضية لحين انتهاء تقارير الطبي الشرعي الذي تولى تشريح الجثتين تمهيداً لاتخاذ إجراءات إحالة المتهم إلى المحاكمة. ونفى مصدر مطلع ل"الوطن" وجود أي دبلوماسي قطري يحمل اسم حسين فياض, وقال "لا وجود لمثل هذا الاسم من بين الدبلوماسيين العاملين بالسفارة القطرية بالقاهرة". من جانب آخر, قام المتهم محمد شعبان المحبوس 4 أيام على ذمة التحقيقات في القضية بتمثيل كيفية ارتكابه لجريمة قتل محمد جابر الفهيد داخل مستشفى إمبابة العام شمال الجيزة بحضور كل من عبدالرحمن حزين رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة وعبد الحميد الجرف وكيل أول النيابة. وأوضح شعبان أنه علم بالجريمة من أحد أصدقائه بالشارع، وكيف اقتحم مستشفى إمبابة بداية من دخوله من باب المستشفى الرئيسي وإدعائه لأفراد الأمن بأنه مصاب بآلام في قدمه ووجهه حيث تم تحويله إلى قسم العظام الموجود في ممر أمام البوابة الرئيسية، إلا أنه غافلهم وسأل أحد المتواجدين عن مكان علاج المتهم السعودي، وعرف أنه داخل غرفة الطوارئ بالقرب من غرفة العظام المجاورة لمدخل الباب الرئيسي فتسلل إليها وبحوزته سكين بين ملابسه وانتهز فرصة انشغال الأطباء بعلاجه أثناء نومه على السرير، وأشهر السكين وانهال عليه طعناً، وتمكن من الهرب من المستشفى وبيده السكين، إلا أنه تم القبض عليه بعد خروجه للشارع أمام المستشفى.