يتجمهر السياح في إحدى المناطق الترفيهية في دبي، حول شاب باكستاني درس الطب، وامتهن الرسم على الرمل، ورغم المجموعة المحيطة يبدو منشغلا في ممارسة هوايته المفضلة بإعداد قواريره الزجاجية، وتشكيل ملامح من البيئة الصحراوية داخلها بإتقان باستخدام الرمل الملون. يقول "علي أكبر": "إن أصل المهنة مدينة البتراء الأردنية من الأردن، ويستخدم فيها رمل البحر الفاتح الذي يتم نقعه لتنقيته من الشوائب العالقة به، ومن ثم يتم تلوينه بخلطه مع البودرة الملونة لتنتج سبعة ألوان رئيسة، هي الأحمر، والأصفر، والنيلي، والأزرق الفاتح، والبرتقالي، والبني والأسود".وعن الخطوات المتبعة في الرسم، أضاف: "إن القوارير التي أرسم فيها تكون مصنوعة من الزجاج أو الكريستال، ويتم رسم المنظر المطلوب في البداية على الزجاج من الخارج بقلم أسود، ثم يتم تطبيقه بواسطة الرمل الموجود في الداخل بواسطة محقنة موصولة بشفاطة خاصة، وتسد القارورة من الأعلى بمادة لاصقة بعد الانتهاء من الرسم". وأضاف أكبر أن ممارس هذه المهنة يجب أن يتمتع بذوق عال، حتى يتمكن من انتقاء الألوان واختيار تدريجاتها المناسبة دون اختلاط، ومعرفة النسب الصحيحة لكميات الرمل، مشيرا إلى أنه يرسم عادة مفردات من البيئة الصحراوية، كالجمل، والجبال، وبيوت الشعر. وأكد إلى أن دراسته للطب لم تثنه عن ممارسة هذه الهواية التي يفضلها، والتي هي بالنسبة له مصدر رزقه هو وشقيقه الذي يعمل بها في منطقة الجميرة القريبة. وعن الأسعار، قال علي: "إن سعر الزجاجة يكون حسب حجمها ومساحة الرسم الموجود بها، وتتراوح عادة بين 100 و200 درهم إماراتي، والزبائن قد يطلبون شكلا معينا، ككتابة اسم، أو رسم لصورة أو نحو ذلك، وقد يختارون رسما جاهزا من أعمالي المعروضة". ولم تستوقف الرسومات الرملية السياح العرب فقط، فحتى الأجانب استهوتهم، تقول البريطانية ليزا مايكل: إن هذه القوارير تستهويها، لأنها نوع هادئ من الفن بعيد عن الصخب المتعارف عليه في اللوحات التشكيلية، وغيرها من الفنون، إضافة إلى أنها تعد بأحجام مختلفة كهدايا تناسب المراحل العمرية لأي شخص". وقالت الكويتية هدى علي: إنها كانت في البداية تستغرب من السياح الأجانب الذين يتوقفون عند معد هذه الزجاجات، وتتساءل عن الذي يغريهم لمتابعته فترات ليست قليلة، ولكن حينما وقفت بنفسها أعجبت بالرسم وأسلوب إعداده والمهارة بترتيبه داخل الزجاجة، مشيرة إلى أنها اقتنت ما يقارب من 15 زجاجة كتحف وهدايا لمنزلها. وبينت المصرية أم وليد، أن الرسام شد انتباهها برسمه، وهدوئه، ودقة إخراجه للعمل، مشيرة إلى أن هذه الحرفة موجودة في مصر، والأردن، وفلسطين، ويقبل عليها السياح. وأضافت أن الرسام لا يجيد الرسم على الزجاج فقط، بل يستطيع تلبية أي شكل يطلبه الزبون، وهذه مهارة قد لا تتوفر لكثيرين.