تسابق الباعة في محال بيع "الحطب" المحلي في مدن وقرى محافظة الأحساء أمس في تصريف وبيع كميات "الحطب" المتوفرة لديهم، في خطوة منهم إلى تفريغ محتويات محلاتهم وإغلاق أبوابها مع انتهاء المهلة الممنوحة لمنع بيع الحطب والفحم المحلي، وهي يوم أمس الجمعة ( آخر يوم)، وذلك بخفض أسعارها بنسبة 40% عن سعر شرائها من الموردين إلى المحال في سوق الأنعام المركزي غرب مدينة الهفوف التابعة للأحساء (15 كيلومترا من الهفوف باتجاه الرياض)، وسط ترقب الزبائن للبديل عن ذلك، وهو المستورد. "الوطن" زارت أمس سوق الأنعام المركزي في الأحساء، وشاهدت مجموعة من المحال لبيع الحطب والفحم المحلي، أفرغت كامل محلاتها، فيما بقيت محال "محدودة" تبيع الكميات المتوفرة لديها بأسعار منافسة جداً مقارنة بأسعارها في الأيام الماضية. وأوضح البائع بهاء محمد "أفريقي"، أن انخفاض درجات الحرارة في اليومين الماضيين في الأحساء، لم يشفع لباعة "الحطب" المحلي في أسواق الأحساء في كسب أرباح مالية من مبيعاتهم من الحطب في هذا العام، كما يحصل في المواسم السابقة، وذلك بسبب التزام جميع الباعة بقرار وزارة الزراعة بمنع بيع الحطب، مؤكداً أن جميع الباعة، اضطروا لتصريف الكميات المتوفرة لديهم من خلال بيعها بخسائر مالية تصل إلى 40%، تحاشياً لتعرضهم للمسألة القانونية ومصادرة الكمية. وأضاف البائع إبراهيم علي "أفريقي"، أن أسعار الحطب المحلي سجلت أمس أدنى انخفاض لها، إذ بلغ سعر حزمة "الحطب" من نوع "السمر" 7 ريالات بعدما كانت تباع نفس الحزمة ب 13 ريالا وتصل ل 16 ريالا في أيام المواسم مع اشتداد البرودة وتحتوي الحزمة الواحدة على 5 حبات من الحطب ذي الحجم الصغير، فيما تم بيع أمس حزمة الحطب للحجم الكبير ب 20 ريالا بعدما كانت تباع ب 35 ريالا وفي مواسم البرودة تصل ل 42 ريالا، لافتاً إلى أن الجميع، اضطر أمس للبيع بخسارة، وهي المرة الأولى، التي يبيع فيها بخسائر كبيرة وبالأخص في مثل هذه الأيام ذات البرودة الشديدة، والذي عادة ما تكون موسم مناسب لبيع الحطب لغرض التدفئة، والجميع يكسب مبالغ طائلة في مثل هذه الأيام، مبيناً أن البديل للحطب المحلي هو المستورد، والكثير من الزبائن، أصحاب الرحلات والنزهات البرية يحرصون على اقتناء الحطب المحلي في رحلاتهم لأغراض التدفئة والشواء، إذ إنه يكسب طبخ وشواء اللحوم مذاقاً يفضله الكثير من المواطنين أثناء خروجهم للصحراء أو في جلساتهم المفتوحة أو داخل الخيام. وبدوره أبان ناصر العتيبي "زبون" أن الكثير من هواة الرحلات البرية سيواجهون مشكلة في توفير "الشبة" في رحلاتهم، وأن بعضهم يعتبره ضرورة في المجلس وبيوت الشعر خلال أيام الشتاء لإعداد القهوة العربية بهذا النوع من الحطب، ومع هذا القرار سيكون هذا الحطب غير متوفر بالرغم من ضرورتها، وأن الكثير من الناس، اعتادوا على استخدامه ومن الصعوبة التخلص منه بهذه السرعة، متمنية من الجهات المعنية في وزارة الزراعة توفير بديل بنفس الجودة بأسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أن تجربته مع الأنواع الأخرى من المستورد لم تكن بنفس جودة المحلي. وذكر حمود الشراري "زبون" أن الكثير من المهتمين باقتناء الحطب المحلي، اشتروا الأسبوع الماضي كميات كبيرة لتخزينها لديهم لأيام الشتاء الحالي، مبيناً أنه اشترى كمية من الحطب في "حوض" سيارة ب 950 ريالا، تكفيه للشتاء الحالي، وتخوف من لجوء بعض الباعة من تخزين كميات داخل مستودعاتهم وبيعها خلال الأيام المقبلة بأسعار مبالغ فيها، مطالباً بضرورة تشديد الرقابة عن منع التسويق ومصادرة أي كميات معروضة للبيع في العلن أو الخفاء.