تحولت مدينة جازان مساء أمس إلى ورشة عمل وإصلاح استنفرت معها العديد من الجهات الحكومية آلياتها لمواجهة ارتفاع منسوب المياه بعد هطول أمطار غزيرة استمرت ل5ساعات متأخرة من الفجر سببت اختناقات مرورية في شوارع المدينة نتيجة تعطل عدد كبير من المركبات وسط تجمعات المياه مما اضطر أصحابها إلى الاستعانة بالمواطنين والجهات الأمنية لإخراجها إلى مكان آمن. "الوطن" كانت حاضرة في المشهد وقامت بجولة أثناء هطول الأمطار ورصدت معاناة المواطنين مع ارتفاع منسوب المياه في الشوارع وتسببها في إغراق العديد من المنازل. وشوهد عدد من عمال النظافة التابعين لأمانة جازان يقومون بفتح فتحات التصريف المغلقة بطرق بدائية لم تجد نفعاً لتصريف الكمية الهائلة من المياه. وعبر عدد من المواطنين عن استيائهم الشديد من فشل مشاريع تصريف الأمطار التي نفذتها أمانة المنطقة مؤخرا مما فاقم من حجم معاناتهم مع تجمعات المياه. وقال محمد حربي إن أمطار الساعات الخمس أكدت فشل مشروع التصريف الذي كلف الدولة ملايين الريالات مطالباً بضرورة محاسبة المقصرين مع أهمية إيجاد حل مناسب في أسرع وقت لمعالجة هذه المشكلة. فيما أوضح علاء هادي أن أهالي المنطقة كانوا يتوقعون أن معاناتهم في مواسم الأمطار ستنتهي مع مشروع التصريف لكن الأمطار الأخيرة كشفت عن قصور المشروع وعدم استيعابه لكميات المياه الغزيرة. وتساءل هادي عن دور المجالس البلدية في متابعة مثل هذه المشاريع المهمة رغم وعودهم الزائفة أثناء حملاتهم الانتخابية. من جانبه، أوضح أمين منطقة جازان المهندس عبدالله القرني، في تصريح إلى "الوطن" أمس أن مشروع تصريف الأمطار ناجح بكل المقاييس ومحطة تصريف مياه الأمطار تعمل بشكل جيد وتم تشغيل مضختين في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن المشكلة التي واجهتهم هي أن حجم منسوب المياه كبير جداً في بعض المواقع وحجم المصرف أخد كميته الاستيعابية ويحتاج إلى وقت للتصريف من ساعة إلى ساعتين. وأضاف أن هناك بعض المواقع التي لم يصل إليها مشروع تصريف الأمطار لذلك تم نشر أكثر من 110 وايتات وعدد كبير من معدات الأمانة والاستعانة بمعدات رجال الأعمال لتصريف مياه الأمطار في تلك المواقع، مؤكدا حرص الأمانة على تنفيذ عدد كبير من المشاريع التي سوف تساهم في إيجاد حلول للمشاكل داخل الأحياء في مدينة جازان مثل الصفا والروضة والمطار. ومن جانبة أوضح مديرعام الدفاع المدني بجازان اللواء حسن القفيلي ل"الوطن" أن إدارته نشرت عددا من فرق الأمن والسلامة وسط الأحياء لتوعية المواطنين بمخاطر الأمطار وتوخي الحذر بالإضافة إلى أنه تم إنقاذ العديد من المركبات العالقة وسط المياه التي خلفتها الأمطار في عدد من الشوارع. وأشار إلى أن هناك خمسة منازل في حي المطار غمرتها المياه بسبب انخفاضها عن مستوى الشارع، لافتا أنه تمت مباشرة المواقع الخمسة بفرق مكونة من الدفاع المدني، محذرا من التقلبات الجوية التي تشهدها المنطقة هذه الأيام وأهاب بالمواطنين إلى توخي الحذر والحيطة أثناء موجات العواصف والأمطار خاصة في المناطق المفتوحة، وعدم النزول إلى بطون الأودية في حالة جريان السيل وعدم المجازفة بعبورالأودية ومتابعة تعليمات الدفاع المدني.
