تُعَدُّ المياه الجوفية من أهم مصادر المياه في مملكتنا الغالية، نظرًا لمحدودية الموارد المائية الجوفية وشُح الأمطار في معظم المناطق التي يغلب عليها المناخ الصحراوي، وقد شكّلت هذه المياه عبر التاريخ المصدر الأساسي لحياة الإنسان والزراعة والاستقرار البشري. المياه الجوفية في محافظة أملج ينطبق عليها ما ذُكر في المقدمة، فهي مصدر المياه الوحيد للزراعة والرعي، وكما هو معروف فالمحافظة معروفة بالزراعة والرعي على مستوى المنطقة، وقد أدى استنزاف المياه من خلال بيع المياه على الصهاريج التي تغذي بعض الشركات العاملة في المحافظة إلى موت كثير من مزارع المحافظة، هذا الصهاريج الكبيرة التي تتجاوز سعتها 32 طنا استهلكت المخزون المائي وأدت إلى خلق أزمة مائية سوف تقضي على الأخضر واليابس، وتقضي على الثروة الزراعية بشكل كامل. المحافظة على المياه الجوفية مسؤولية كبرى، فهي ثروة طبيعية غير متجددة في معظمها، وتُمثل صمام أمان مائي للأجيال القادمة، من هنا تأتي أهمية نشر الوعي المجتمعي بضرورة الاقتصاد في استهلاك المياه، والالتزام بالخطط الوطنية التي تسعى إلى تحقيق الأمن المائي للمملكة، لذلك أنشئت الهيئة العامة للمياه التي تهدف إلى حماية المستفيدين من خلال تنظيم الموارد المائية وضمان استخدامها المستدام. وهنا أجدها فرصة أن أناشد وزارة البيئة والمياه والزراعة والهيئة العامة للمياه بالتدخل العاجل لحل هذه الأزمة التي أصبحت تهدد الأمن المائي لمزارع محافظة أملج ومنع استنزاف المياه من خلال صهاريج المياه التي تعمل على مدار 24 ساعة، وإغلاق أشياب آبار المزارع.