أعاد حفل زفاف أقيم في قرية القومة التابعة لمحافظة الدرب شمال منطقة جازان عادات وتقاليد قديمة اندثرت منذ نحو 40 عامًا، حين كانت الأعراس تُقام في المنازل دون قاعات أفراح أو مظاهر بذخ. وجاءت المبادرة باتفاق بين والد العريس ووالد العروس على إقامة الحفل في ملعب القرية للرجال، وفي منزل والد العروس للنساء، بهدف إحياء البساطة وتخفيف التكاليف التي أثقلت كاهل كثير من المقبلين على الزواج في الوقت الحاضر. أعراس البيوت والمنازل رصدت صحيفة «الوطن» مشاهد الزفاف الشعبي الذي احتضنه ملعب القرية بمشاركة فرقة النخبة الشعبية وحضور كبير من الأهالي من داخل القرية وخارجها. وأوضح والد العريس حسام إبراهيم صليع أنه اتفق مع والد العروس على أن يكون الزواج بسيطًا وميسرًا بعيدًا عن المظاهر المكلفة. وأضاف: «اتفقنا أن تكون المناسبة بلا قاعة أفراح ولا مظاهر مبالغ فيها، فالتيسير فيه خير للزوجين مستقبلًا». وأشار إلى أن أحد أبناء القرية قدّم الملعب مجانًا لاستضافة المناسبة، بينما أحيت فرقة النخبة الشعبية — التي يُعد هو أحد أعضائها وأمين صندوقها — فقرات الحفل، في تقليد اعتادت عليه الفرقة بمشاركة أعضائها في مناسبات بعضهم. كما شاركت فرقة عسيري أبوالدوش وسط حضور كبير من المهنئين الذين استعادوا أجواء الأعراس القديمة التي كانت تُقام في البيوت قبل ظهور قاعات الأفراح والاستراحات التي أصبحت شرطًا أساسيًا في حفلات اليوم. زواج مبسط ومن دون قاعات ذكر والد العروس محمد آل هيازع أنه بادر مع شقيقه إبراهيم بطرح فكرة إقامة زواج شعبي وبسيط، مؤكدًا أن الهدف هو التيسير على العريس وتخفيف الأعباء المالية. وقال: «حتى مأدبة العشاء أقمناها في الملعب بشكل متوازن ومن دون إسراف أو هدر، وكان الهدف أن تكون المناسبة ميسّرة ليبدأ الزوجان حياتهما بروح المسؤولية والبساطة». وأشار إلى أن والد العريس والعريس نفسيهما لم يمانعا إقامة الحفل في قاعة، لكن العائلتين فضّلتا أن تعكس المناسبة روح الماضي الجميل وتقاليد القرية الأصيلة. الزمن الجميل قال موسى هامل، حامل العلم السعودي في الأفراح والزواجات بمحافظة الدرب، إن هذه المبادرة أعادت إلى الأذهان مشاهد الأعراس القديمة التي كانت تجمع الناس ببساطتها ودفئها. وأضاف: «حضرتُ عشرات الزواجات في قاعات أفراح مختلفة، لكن هذا الزواج الشعبي أعادنا إلى أجواء الزمن الجميل، بلا مبالغات أو رسميات، بل بمشاركة الكبار والشباب على أنغام العرضة والدمة والرقصات الشعبية التي تشتهر بها محافظة الدرب».