أقدمت جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة على إحراق شاحنات وقود كانت قادمة من ساحل العاج إلى مالي، في هجوم وقع خلال عطلة نهاية الأسبوع بمنطقة سيكاسو جنوب البلاد. ووفق مصادر أمنية ومقاطع فيديو موثقة، يأتي هذا الاعتداء في إطار حصار أعلنته الجماعة أخيرا، بهدف منع استيراد الوقود إلى مالي، وتشديد قبضتها على اقتصادها. تداعيات خطيرة قالت وزارة النقل المالية إنها تعقد اجتماعات مع جمعيات النقل، لمناقشة التهديدات وتأمين الإمدادات، بينما يحذر خبراء من تداعيات خطيرة على اقتصاد يعتمد بالكامل تقريبا على واردات الوقود من الدول المجاورة، مثل السنغالوساحل العاج. وتُعد الجماعة من أخطر التنظيمات المسلحة في منطقة الساحل، حيث تسيطر على مدن رئيسية في مالي وبوركينا فاسو، ونفذت هجمات واسعة في دول خليج غينيا، شملت بنين وتوغو. ويرى محللون أن استهداف البنية التحتية الاقتصادية يمثل تحولا إستراتيجيا في نشاط الجماعة، يهدف إلى إضعاف الدولة المالية وحلفائها، خاصة روسيا التي صارت الشريك الأمني الأبرز لباماكو بعد تراجع النفوذ الفرنسي. نقص حاد حذّر ريمادجي هويناثي، المحلل الأمني في معهد الدراسات الأمنية، من أن الحصار سيؤدي إلى نقص حاد في الوقود، ما يعمّق الأزمة المعيشية ويثني ناقلات الإمدادات عن دخول البلاد، مضيفا أن هذه الإستراتيجية قد تنتشر في أنحاء المنطقة، لتوسيع الضغط على الحكومات. ويأتي هذا التصعيد بينما تشهد مجموعة دول غرب أفريقيا (إيكواس) انقسامات عميقة بعد انسحاب مالي وبوركينا فاسو والنيجر منها عقب انقلابات متتالية. وقد شكّلت هذه الدول تحالفا أمنيا بديلا في 2023. غير أن بيانات الهجمات تشير إلى تزايد نشاط الجماعات المسلحة منذ ذلك الحين، ما يضع المنطقة أمام تحديات أمنية واقتصادية متفاقمة.