استعرض الباحث والمؤرخ، فؤاد ضيف الله المغامسي، خلال محاضرته في معرض المدينة الدولي للكتاب صورًا نادرة تُظهر الجوانب الجغرافية والعسكرية للمدينة المنورة في فترات سابقة، ركزت المحاضرة على التحصينات الطبيعية التي أحاطت بالمدينة، وأظهرت صورًا لسورها القديم وعدد من قلاعها، قبل التمدد العمراني الحديث. الدرع الجغرافي أوضح المغامسي أن المدينة منذ نشأتها تمتعت بطبيعة جغرافية فريدة، جعلتها محصنة طبيعيًا ضد الغزوات، فقد أحاطت بها سلاسل جبلية وحرات بركانية من معظم الجهات، ما جعلها توصف ب«الدرع الحصين»، وتُعدّ المدينة جزءًا من «الدرع العربي»، وهو تكوين جيولوجي قديم غني بالصخور الصلبة كالجرانيت والبازلت، تعرض لتغيرات حرارية شديدة منحته الصلابة والاستدامة، وقد استُخدمت هذه الطبيعة في بناء الحصون والسدود، واستمرت هذه العناية حتى بدايات العهد السعودي، حيث بدأ التركيز ينتقل من التحصين الدفاعي إلى التوسع والتنظيم الحضري. معرض متجدد تزامن ذلك مع انطلاقة معرض المدينة الدولي للكتاب 2025 بنسخته الأوسع، والتي جمعت بين المحتوى المعرفي، والتفاعل الثقافي، والانفتاح المجتمعي، شكل المعرض منصة حية للحوار بين المؤلفين والقراء، واستضاف مئات العناوين في مجالات متعددة كالرواية والتاريخ والفكر والعلوم، إضافة إلى فعاليات مصاحبة مثل الندوات وورش العمل، التي تجاوزت بيع الكتب إلى تشكيل تجربة ثقافية متكاملة. المدينة الحاضرة ورغم تنوع المحتوى وامتداد المشاركات، بقيت المدينةالمنورة حاضرة كإطار ثقافي وروحي، يتسلل إلى المشهد من خلال تفاصيل التنظيم، ونوعية الحضور، وتفاعل الجمهور، وقد شكل جناح «أنا المدينة» محطة لافتة، إذ استخدم تقنيات الواقع الافتراضي لسرد التاريخ المحلي بأسلوب تفاعلي بعيد عن الأنماط التقليدية، ما أتاح للزوار تجربة حسية وذهنية تجمع بين الذاكرة والتأمل. اللافت في هذه النسخة من المعرض هو تنوع الفئات الحاضرة، من الأطفال في المساحات المسرحية، إلى الأكاديميين المشاركين في النقاشات الفكرية، إلى الجمهور العام الذي تفاعل مع الجلسات والعروض الحية، وقد أتاحت ورش مثل «تسويق المحتوى الثقافي»، و«كيف تصل بفكرتك إلى القارئ» مساحة جديدة للتفكير في صناعة المعرفة، في زمن تتغير فيه أشكال التلقي والانتباه. حضور متنوع