سيطرت القوات الروسية على أربع قرى حدودية في منطقة سومي شمال شرقي أوكرانيا، وفق ما أفاد به مسؤول محلي، في تطور يأتي بعد أيام من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توجيه أوامر بإنشاء «منطقة أمنية عازلة» على طول الحدود الروسية الأوكرانية. تباطؤ ملحوظ وفي الوقت ذاته، شهدت الحملة الجوية الروسية تباطؤًا ملحوظًا، بعدما كانت قد تصاعدت بشكل مكثف خلال الأيام الماضية. وأفادت مصادر أوكرانية بأن عدد الطائرات المسيّرة الروسية التي استهدفت المدن والبلدات تراجع بشكل ملموس. ورغم المساعي الدولية لوقف إطلاق النار، لم تُسفر الجهود الدبلوماسية حتى الآن عن تقدم يُذكر. ومنذ لقاء الوفدين الروسي والأوكراني في تركيا منتصف مايو الجاري، وهو أول اجتماع مباشر بين الجانبين منذ ثلاث سنوات، لم تحقق المفاوضات أي نتائج بارزة باستثناء تبادل واسع للأسرى. مذكرة تفاهم وفي هذا السياق، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا، كيث كيلوج، إن موسكو لم تقدم حتى الآن مذكرة التفاهم التي كان بوتين قد وعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بتقديمها خلال اتصال هاتفي جرى بينهما في 19 مايو، والتي يُفترض أن تُحدّد إطارًا لاتفاق سلام محتمل. كما أشار كيلوج إلى أن الكرملين رفض اقتراحًا أمريكيًا بعقد المحادثات في الفاتيكان، مرجحًا أن تُعقد الجولة التالية من المفاوضات في جنيف. وفي موقف مماثل، أعرب وزير الخارجية التركي حقان فيدان عن استعداد بلاده لاستضافة جولة جديدة من المحادثات. توغل سابق وتقع منطقة سومي بمحاذاة مقاطعة كورسك الروسية، التي شهدت العام الماضي توغلاً أوكرانيًا مؤقتًا أسفر عن سيطرة كييف على شريط صغير من الأراضي الروسية، في واقعة وُصفت بأنها الأولى من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية. وقال بوتين إن طول الحدود يجعلها عرضة لهجمات عبر الحدود، وإن إقامة منطقة عازلة قد تسهم في تقليل هذه المخاطر. إطلاق المسيرات وميدانيًا، أطلقت روسيا نحو 900 طائرة مسيّرة على أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، في واحدة من أكبر موجات القصف منذ بدء الحرب قبل ثلاث سنوات. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن موسكو أطلقت 60 مسيرة إضافية يومي الإثنين والثلاثاء، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن دفاعاتها الجوية أسقطت 99 مسيرة أوكرانية فوق سبع مناطق روسية خلال الليلة الماضية. وتسببت هذه التطورات في ردود أفعال متباينة على الساحة الدولية. إذ وصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بوتين بأنه «مختل»، وهو ما أثار ردًا من المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الذي وصف التصريحات بأنها «عاطفية». من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن واشنطن والرئيس ترمب تبنوا «نهجًا متوازنًا» تجاه جهود السلام. صد الهجمات وفي سومي، أكد أولي هريهوروف، رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية، أن القوات الروسية تواصل محاولاتها للتوغل بشكل أعمق داخل المنطقة، إلا أن القوات الأوكرانية لا تزال تحاول صد الهجوم. وأوضح أن سكان القرى المستهدفة تم إجلاؤهم سابقًا، مؤكدًا عدم وجود تهديد مباشر للمدنيين في الوقت الراهن. وكان بوتين قد زار منطقة كورسك الأسبوع الماضي، للمرة الأولى منذ إعلان موسكو طرد القوات الأوكرانية من جزء من المنطقة كانت قد سيطرت عليه في أغسطس الماضي. في المقابل، نفت كييف صحة هذا الإعلان. وجدد بوتين تصريحاته بشأن «هشاشة» الحدود الروسية الطويلة، مؤكدًا إصدار أوامر للجيش بإقامة منطقة عازلة، دون أن يقدم تفاصيل حول موقعها أو حجمها. وكان الرئيس الروسي قد صرح العام الماضي بأن العمليات العسكرية في خاركيف تهدف كذلك إلى إقامة منطقة آمنة، لحماية منطقة بيلغورود الروسية التي تعرضت لهجمات متكررة من الجانب الأوكراني.